ج ١، ص : ٤١١
تعليمنا وأمرنا «١».
٤٠ وَفارَ التَّنُّورُ : فار الماء من مكان النار آية للعذاب «٢».
وقيل «٣» : التنور وجه الأرض من «تنوير الصبح» «٤»، فكما أن الصبح إذا نور طبق الآفاق، فكذلك ذلك الماء.
وقيل : إنه مثل شدة غضب اللّه عليهم، كقوله عليه السلام :«الآن
(١) عن تفسير الماوردي : ٢/ ٢١٢، ونص كلام الماوردي هناك : وَوَحْيِنا فيه وجهان :
أحدهما : وأمرنا لك أن تصنعها.
الثاني : وتعليمنا لك كيف تصنعها».
وأخرج الطبري في تفسيره : ١٥/ ٣٠٩ عن مجاهد في قوله تعالى : وَوَحْيِنا قال : كما نأمرك.
وانظر المحرر الوجيز : ٧/ ٢٨٨، وزاد المسير : ٤/ ١٠١.
(٢) ذكر المؤلف - رحمه اللّه - هذا القول في وضح البرهان : ١/ ٤٣٤ عن مجاهد.
وفي معاني الفراء : ٢/ ١٤ :«إذا فار الماء من أحرّ مكان في دارك فهي آية للعذاب فأسر بأهلك».
(٣) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥/ ٣١٨ عن ابن عباس، وعكرمة، والضحاك.
وذكره الزجاج في معاني القرآن : ٣/ ٥١، والنحاس في معانيه : ٣/ ٣٤٨، ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٢١٤ عن ابن عباس، وابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ١٠٥ عن ابن عباس، وعكرمة، والزهري.
ووصفه ابن كثير في تفسيره : ٤/ ٢٥٤ بأنه أظهر.
(٤) ظاهر هذا الكلام أنه متعلق بما قبله، وهو قول آخر كما أخرجه الطبري في تفسيره :
(١٥/ ٣١٨، ٣١٩) عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه، ونقله الماوردي في تفسيره :
٢/ ٢١٤ عن علي أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٤/ ٤٢٣، وزاد نسبته إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم عن علي رضي اللّه عنه.
وعقّب النحاس على هذه الأقوال بقوله :«و هذه الأقوال ليست بمتناقضة، لأن اللّه قد خبرنا أن الماء قد جاء من السماء والأرض، فقال : فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً.
فهذه الأقوال تجتمع في أن ذلك كان علامة».
انظر معاني القرآن : ٣/ ٣٤٨.