ج ١، ص : ٤٥٠
ومن سورة الرعد
٢ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها : أي : بعمد لا ترونها «١». بل معناه : بغير عمد وترونها كذلك «٢».
و«العمد» جمع «عمود» «٣» وعمدته : أقمته.
ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ : استولى بالاقتدار ونفوذ السلطان «٤».
كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى : في أدوارها وأكوارها «٥».

_
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره :(١٦/ ٣٢٣، ٣٢٤) عن ابن عباس، ومجاهد، وذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٥٧، فقال :«خلقها بعمد لا ترونها، لا ترون تلك العمد. والعرب قد تقدم الحجة من آخر الكلمة إلى أولها يكون ذلك جائزا».
(٢) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٣/ ١٣٦.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٣١٥ عن قتادة، وإياس بن معاوية.
قال الطبري في تفسيره : ١٦/ ٣٢٥ :«و أولى الأقوال في ذلك بالصحة أن يقال كما قال اللّه تعالى : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها فهي مرفوعة بغير عمد تراها، كما قال ربنا جل ثناؤه ولا خبر بغير ذلك، ولا حجة يجب التسليم لها بقول سواه».
(٣) في تفسير الطبري : ١٦/ ٣٢٢ :«و العمد» جمع عمود، وهي السّواري، وما يعمد به البناء، ... وجمع «العمود» عمد، كما جمع «الأديم» أدم، ولو جمع بالضم فقيل «عمد» جاز، كما يجمع «الرسول» رسل، و«الشكور» شكر».
وانظر المفردات للراغب : ٣٤٦، وتفسير البغوي : ٣/ ٥، وتفسير الفخر الرازي :
١٨/ ٢٣٦.
(٤) ينظر تفسير «الاستواء» فيما سبق ٧٨، ومذهب السلف في «الاستواء» أنه معلوم والكيف مجهول.
(٥) قال الراغب في المفردات : ٤٤٣ :«كور الشيء إدارته وضم بعضه إلى بعض ككور العمامة، وقوله : يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَيُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ فإشارة إلى جريان الشمس في مطالعها وانتقاص الليل والنهار وازديادهما».
وانظر الصحاح : ٢/ ٨١٠، واللسان : ٥/ ١٥٦ (كور).


الصفحة التالية
Icon