ج ١، ص : ٤٦٧
والرّياح - ولا سيما - الصّبا «١» ملقحة للسّحاب.
وفي الحديث «٢» :«الرياح أربعة : الأولى تقمّ الأرض قما «٣»، والثانية تثير السّحاب فتبسطه في السّماء وتجعله كسفا «٤»، والثالثة تؤلف بينه فتجعله ركاما، والرابعة اللّواقح».
فَأَسْقَيْناكُمُوهُ : أسقاه، إذا جعل لأرضه سقيا «٥» وإذا دعا له بالسّقيا.
٢٤ الْمُسْتَقْدِمِينَ : الذين كانوا وماتوا «٦». أو أراد المستقدمين في الخير والمستأخرين عنه «٧».

_
(١) قال المبرد في الكامل : ٢/ ٩٥٣ :«إذا هبت من تلقاء الفجر فهي «الصّبا» تقابل القبلة، فالعرب تسميها القبول».
وفي اللسان : ١٤/ ٤٥١ (صبا) :«الصّبا ريح معروفة تقابل الدبور».
وفي الحديث المرفوع :«نصرت بالصّبا وأهلكت عادٌ بالدّبور».
صحيح البخاري : ٤/ ٧٦، كتاب بدء الخلق، باب «ما جاء في قوله تعالى : وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ.
وصحيح مسلم : ٢/ ٦١٧، كتاب الاستسقاء، باب «في ريح الصبا والدبور»
.
(٢) أخرج - نحوه - الطبري في تفسيره : ١٤/ ٢١ عن عبيد بن عمير.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٧٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن عبيد بن عمير أيضا.
(٣) في اللسان : ١٢/ ٤٩٣ (قمم) :«قمّم الشيء قما : كنسه».
(٤) بمعنى : قطعا.
ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٦١، والمفردات للراغب : ٤٣١، وتحفة الأريب : ٢٧٢.
(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١/ ٣٥٠، وتفسير الطبري : ١٤/ ٢٢، والمفردات للراغب :
٢٣٦، وتهذيب اللغة : ٩/ ٢٢٨، واللسان : ١٤/ ٣٩١ (سقي).
(٦) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره :(١٤/ ٢٣، ٢٤) عن ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، وابن زيد ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٣٦٦ عن الضحاك. وابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٣٩٦ عن ابن عباس، ومجاهد، وعطاء، والضحاك، والقرظي.
(٧) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٤/ ٢٥ عن الحسن.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٢/ ٣٦٦ عن قتادة. والبغوي في تفسيره : ٣/ ٤٨ عن الحسن.
وابن الجوزي في زاد المسير : ٤/ ٣٩٧ عن قتادة، والحسن.


الصفحة التالية
Icon