ج ١، ص : ٩٦
[٧/ أ] والمشهور عن قتادة أنه غشيتهم ظلمة، فقاموا يتناجزون «١» فلما بلغ/ اللّه نقمته منهم انجلت الظلمة، وسقطت الشّفار «٢» من أيديهم فكان ذلك للحي مصلحة وللمقتول شهادة «٣».
والجهرة «٤» : ظهور الشيء بالمعاينة «٥»، إلّا أنّ المعاينة ترجع إلى المدرك والجهرة إلى المدرك. وجهرت الجيش وأجهرتهم : إذا كثروا في عينك «٦».
والصاعقة هنا : الموت «٧».

_
(١) في اللسان : ٥/ ٤١٤ (نجز) :«المناجزة في القتال : المبارزة والمقاتلة، وهو أن يتبارز الفارسان فيتمارسا حتى يقتل كل واحد منهما صاحبه أو يقتل أحدهما... وتناجز القوم :
تسافكوا دماءهم كأنهم أسرعوا في ذلك»
.
(٢) الشّفرة - بالفتح - : السكين العريضة العظيمة، وجمعها شفر وشفار، وشفرات السيوف :
حروف حدّها.
تهذيب اللغة : ١١/ ٣٥١، واللسان : ٤/ ٤٢٠ (شفر).
(٣) نقله ابن كثير في تفسيره : ١/ ١٣١ عن قتادة، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ١/ ١٦٩ ونسب إخراجه إلى عبد بن حميد عن قتادة أيضا.
(٤) من قوله تعالى : وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ [البقرة : ٥٥].
(٥) انظر معاني القرآن للأخفش : ١/ ٢٦٧، وتفسير الماوردي : ١/ ١٠٩، وتفسير البغوي : ١/ ٧٤.
(٦) هذا النصّ في تهذيب اللغة للأزهري : ٦/ ٤٩ عن الأصمعي، وانظر اللسان : ٤/ ١٥٠، وتاج العروس : ١٠/ ٤٩٠ (جهر).
(٧) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٩، وقال :«يدلك على ذلك قوله :
ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ، واختاره الزجاج في معاني القرآن : ١/ ١٣٧، وقال ابن الجوزي في زاد المسير : ١/ ٨٣ :«هذا قول الأكثرين. وزعم أنهم لم يموتوا، واحتجوا بقوله تعالى : وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً وهذا قول ضعيف، لأن اللّه تعالى فرق بين الموضعين، فقال هناك : فَلَمَّا أَفاقَ وقال ها هنا : ثُمَّ بَعَثْناكُمْ والإفاقة للمغشي عليه، والبعث للميت»
ا ه.
وانظر تفسير المشكل لمكي : ٩٢، وتفسير الماوردي : ١/ ١٠٩، وتفسير البغوي : ١/ ٧٤.


الصفحة التالية
Icon