ج ٢، ص : ٥١٦
١٩ وَكَذلِكَ بَعَثْناهُمْ : أي : كما حفظناهم طول تلك المدة كذلك بعثناهم من الرقدة «١».
٢١ وَكَذلِكَ أَعْثَرْنا عَلَيْهِمْ : كما أطلعناهم على حالهم في مدّة نومهم أطلعناهم على القيامة، فنومهم الطويل شبيه الموت، والبعث بعده شبيه البعث.
وقيل : أطلعنا ليعلم منكروا البعث أنّ وعد اللّه حقّ.
إِذْ يَتَنازَعُونَ : إِذْ منصوب ب أَعْثَرْنا أي : فعلنا ذلك إذ وقعت المنازعة في أمرهم. وتنازعهم أنّه لما ظهر عليهم وعرف خبرهم أماتهم اللّه، فقال بعضهم : ابنوا عليهم مسجدا.
وقيل : بنيانا يعرفون به. وقيل «٢» : قال بعضهم : ماتوا، وقال بعضهم : نيام كما هم أول مرة.
٢٢ رَجْماً بِالْغَيْبِ : أي : يقولونه ظنا. وإنّما دخل الواو في الثامن لابتداء العطف بها لتمام الكلام بالسبعة التي هي عدد كامل «٣».
ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ : قال ابن عبّاس «٤» رضي اللّه عنه : أنا من
(١) ينظر هذا المعنى في تفسير الطبري : ١٥/ ٢١٦، وتفسير البغوي : ٣/ ١٥٥.
(٢) راجع القولين في تفسير الماوردي : ٢/ ٤٧٤، والمحرر الوجيز : ٩/ ٢٧١، والبحر المحيط : ٦/ ١١٣.
(٣) قال البغوي في تفسيره : ٣/ ١٥٦ :«قيل : هذه واو الثمانية، وذلك أن العرب تعدل فتقول :
واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، ستة، سبعة، وثمانية لأن العقد كان عندهم سبعة كما هو عندنا عشرة...».
وانظر الكشاف :(٢/ ٤٧٨، ٤٧٩)، والمحرر الوجيز : ٩/ ٢٧٤، وزاد المسير : ٥/ ١٢٥.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ١٥/ ٢٢٦.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٥/ ٣٧٥، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق، والفريابي، وابن سعد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.