ج ٢، ص : ٥١٧
القليل الذي استثنى اللّه، كانوا سبعة وثامنهم كلبهم، ولم يكن الكلب من شأنهم، ولكنهم مرّوا براعي غنم فقال لهم : أين تذهبون؟ فقالوا : إلى ربنا.
فقال الراعي : ما أنا بأغنى عن ربّي منكم فتبعه الكلب.
٢٤ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيتَ : أمرا ثم تذكرته، فإن لم تذكره فقل : عَسى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً.
وقيل : أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن [فاستثن ] «١».
٢٥ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً : لتفاوت ما بين السنين المذكورة، شمسيها ثلاث مائة وخمسة وستّون يوما وكسرا، وقمريّها ثلاث مائة وأربعة وخمسون/ يوما وكسرا.
وتنوين ثَلاثَ مِائَةٍ «٢» على أن يكون سِنِينَ بدلا «٣»، أو عطف بيان «٤»، أو تمييزا «٥» لأنّ ثَلاثَ مِائَةٍ يتناول الشهور والأيام والأعوام.
(١) في الأصل :«و استثن»، والمثبت في النص عن «ك»، وهو الصواب لأنه في جواب الشرط الواقع طلبا فيقترن بالفاء ويبدو أن مصدر المؤلف - رحمه اللّه - في هذا القول هو معاني القرآن للزجاج : ٣/ ٢٧٨، فقد جاء فيه :«أي : أيّ وقت ذكرت أنك لم تستثن، فاستثن، وقل : إن شاء اللّه» اه.
وانظر تفسير الطبري : ١٥/ ٢٢٩، وتفسير البغوي : ٣/ ١٥٧.
(٢) قراءة ابن كثير، ونافع، وأبي عمرو، وعاصم، وابن عامر.
السبعة لابن مجاهد : ٣٨٩، وحجة القراءات : ٤١٤، والتبصرة لمكي : ٢٤٨.
(٣) يكون في موضع خفض بدلا من «مائة»، لأن «المائة» في معنى «سنين»، ويجوز أن يكون منصوبا على البدل من «ثلاث».
إعراب القرآن للنحاس : ٢/ ٤٥٣، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٠٦، والتبيان للعكبري :
٢/ ٨٤٤.
(٤) فيكون في موضع نصب عطف بيان على «ثلاث».
مشكل إعراب القرآن لمكي : ١/ ٤٤٠، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٠٦.
(٥) ينظر تفسير الطبري : ١٥/ ٢٣٢، وإعراب القرآن للنحاس : ٢/ ٤٥٣، والكشف لمكي :
٢/ ٥٨، والمحرر الوجيز : ٩/ ٢٨٤، وتفسير القرطبي : ١٠/ ٣٨٧.