ج ٢، ص : ٥٥٢
ألا ترى أنّ «أنت» و«هو» و«هي» لما كانت معارف لم تثنّ على لفظها، فلا يقال :«أنتان» و«هوان»، بل يصاغ لها أسماء مبنيّة في التثنية لا يختلف أبدا على صورة الأسماء المثناة، وهي «أنتما» و«هما»، فكذا صيغ ل «هذا» عند التثنية لفظ مبنيّ، ألا ترى كيف فعلوا في «الذين» هكذا.
وقيل «١» : إنّ الألف لما حذفت عوّضت منها ألف التثنية فلم تزل على حالها.
٦٤ فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ : إجماع الأمر بمعنى جمعه، وبمعنى اجتماع الرأي والتدبير «٢».
ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا : مصطفين جميعا، والصفّ مجتمع القوم «٣».
٦٧ فَأَوْجَسَ : أسرّ وأخفى «٤».
٦٩ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا : تأخذه بفيها وتبتلعها «٥».
٧٧ لا تَخافُ دَرَكاً : منصوب على الحال، أي : اضرب لهم طريقا غير خائف «٦».
أو على نعت الطريق، أي : طريقا مأمونا غير مخشيّ فيه الدرك.
٨٧ ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا : بطاقتنا «٧»، أو بملكنا

_
(١) يريد أنه حذف ألف «هاذا» الأخيرة ثم عوض عنها بألف التثنية فقامت مقامها وسدت مسدها ولزمت حالها وأخذت حكمها فلم تتغير ألف البناء.
(٢) اللسان : ٨/ ٥٧ (جمع).
(٣) ينظر تفسير البغوي : ٣/ ٢٢٣، واللسان : ٩/ ١٩٤ (صفف).
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٢٣، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢٨٠.
(٥) تفسير الطبري : ١٦/ ١٨٦، وتفسير الماوردي : ٣/ ٢١، وتفسير البغوي : ٣/ ٢٢٤.
(٦) إعراب القرآن للنحاس : ٣/ ٥٠، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٣/ ٤٧٠، والبيان لابن الأنباري : ٢/ ١٥٠، والتبيان للعكبري : ٢/ ٨٩٩. [.....]
(٧) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٨١، وأخرجه الطبري في تفسيره : ١٦/ ١٩٨ عن قتادة والسدي.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٥/ ٣١٤ عن قتادة والسدي أيضا.


الصفحة التالية
Icon