ج ٢، ص : ٦٠٦
فيأكل مما يقوم عليه «١»، أو هو فيما يتولاه القيّم من أموال اليتامى.
وفي حديث الزهري «٢» : كانوا إذا خرجوا إلى المغازي يدفعون مفاتيحهم إلى الضّيف «٣» ليأكلوا مما في منازلهم فتوقّوا أكله، فنزلت : أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ.
أَوْ صَدِيقِكُمْ : إذا كان الطعام حاضرا غير محرز «٤»، أو كان الصديق بحيث لا يحتجب بعضهم عن بعض في مال ونفس.
فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ : أي : بيوتا فارغة فقولوا : السّلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين «٥».
٦٢ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ : الجهاد وكل اجتماع في اللّه حتى الجمعة والعيدين.

_
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ١٨/ ١٧٠، وابن أبي حاتم في تفسيره : ٥٢٤ (سورة النور) عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٢٤، وزاد نسبته إلى ابن المنذر، والبيهقي عن ابن عباس أيضا. [.....]
(٢) الزهري :(٥٨ - ١٢٤ ه).
هو محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن شهاب الزهري، الإمام التابعي الجليل.
وصفه الحافظ في التقريب : ٦٠٦ بقوله :«الفقيه الحافظ، متفق على جلالته وإتقانه».
ترجمته في حلية الأولياء : ٣/ ٣٦٠، وتذكرة الحفاظ : ١/ ١٠٨، وسير أعلام النبلاء :
٥/ ٣٢٦.
وانظر حديثه في تفسير عبد الرزاق : ٢/ ٦٤، وتفسير الطبري : ١٨/ ١٦٩، والدر المنثور :
٦/ ٢٢٥.
(٣) الضيف : لإرادة الجنس كما في قوله تعالى : إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي.
(٤) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣/ ١٤٣.
(٥) أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد : ٣٦٣ عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف : ٨/ ٤٦٠، كتاب الأدب، باب «في الرجل يدخل البيت ليس فيه أحد» عن ابن عمر أيضا.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦/ ٢٢٨، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، والبيهقي عن أبي مالك رضي اللّه عنه.


الصفحة التالية
Icon