ج ٢، ص : ٦١٠
و«الصّيرفيّ» لاحتياله في الاستيفاء إذا اتزن والتطفيف إذا وزن «١».
٢٠ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ : أي : إلّا قيل إنهم ليأكلون «٢».
بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً : هو افتنان المقلّ بالمثري والضّويّ «٣» بالقويّ.
أَتَصْبِرُونَ : أي : على هذه الفتنة أم لا تصبرون فيزداد غمكم.
وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً : بالحكمة في اختلاف المعاش.
ويحكى أنّ بعض الصالحين تبرّم «٤» بضنك عيشه، فخرج ضجرا فرأى أسود خصيا في موكب عظيم، فوجم لذلك، فإذا بإنسان قرأ عليه : وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ فتنبّه وازداد تبصّرا أو تصبّرا.
٢١ لا يَرْجُونَ لِقاءَنا : لا يخافون «٥»، وجاز «يرجو» بمعنى يخاف لأنّ الراجي قلق فيما يرجوه كالخائف.
٢٢ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً : كان الرجل في الجاهليّة يقول لمن يخافه في أشهر الحرم : حِجْراً مَحْجُوراً : أي : حراما محرّما عليك قتلي في هذا الشهر، فلا يبدأه بشرّ، فإذا كان القيامة رأى المشركون ملائكة

_
(١) ينظر الصحاح : ٤/ ١٣٦٨، واللسان : ٩/ ١٩٠ (صرف).
(٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٣/ ٣٦٤، وقال :«كما قال في موضع آخر : ما يُقالُ لَكَ إِلَّا ما قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ [سورة فصلت : آية : ٤٣].
وانظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٣/ ١٣، وغرائب التفسير للكرماني : ٢/ ٨١٢.
(٣) الضّوى : الضعيف.
النهاية : ٣/ ١٠٦، واللسان : ١٤/ ٤٨٩ (ضوا).
(٤) أي : سئم وملّ.
ينظر النهاية : ١/ ١٢١، والصحاح : ٥/ ١٨٦٩، واللسان : ١٢/ ٤٣ (برم).
(٥) ذكره الفراء في معانيه : ٢/ ٢٦٥، وقال :«و هي لغة تهامية، يضعون الرجاء في موضع الخوف إذا كان معه جحد. من ذلك قول اللّه : ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً، أي :
لا تخافون له عظمة...»
.


الصفحة التالية
Icon