ج ٢، ص : ٦١٩
وفقهه أنه يكسر فعيل على فعال كثيرا، فيكسر فعال على فعال أيضا لأنّ فعيلا وفعالا أختان كلاهما ثلاثي الأصل وثالثة حرف لين، وقد اعتقبا أيضا على الشيء الواحد، نحو عبيد وعباد، وكليب وكلاب.
٧٧ ما يَعْبَؤُا بِكُمْ : ما يصنع بكم «١»، أو أيّ وزن يكون لكم «٢»؟.
لَوْ لا دُعاؤُكُمْ : رغبتكم إليه وطاعتكم له، أو دعاؤه إياكم إلى طاعته.
وقيل «٣» : ما يصنع بعذابكم لولا ما تدعون من دونه.
فَقَدْ كَذَّبْتُمْ : على القول [الأول ] «٤» قصّرتم في طاعتي «٥».
لِزاماً : عذابا لازما.

_
(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٢/ ٢٧٥، وذكره الطبري في تفسيره : ١٩/ ٥٥.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٩ عن مجاهد، وابن زيد.
ونقل الفخر الرازي في تفسيره : ٢٤/ ١١٦ عن الخليل :«ما أعبأ بفلان، أي : ما أصنع به.
كأنه يستقله ويستحقره»
.
(٢) في معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٧٨ :«و تأويل : ما يَعْبَؤُا بِكُمْ أي : أيّ وزن يكون لكم عنده، كما تقول : ما عبأت بفلان، أي : ما كان له عندي وزن ولا قدر.
وأصل العبء في اللغة الثقل، ومن ذلك : عبأت المتاع جعلت بعضه على بعض»
.
وانظر هذا المعنى في مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢/ ٨٢، وتفسير الطبري : ١٩/ ٥٥، والكشاف : ٣/ ١٠٣، والمفردات : ٣٢٠.
(٣) ذكر نحوه ابن قتيبة في تأويل مشكل القرآن : ٤٣٨، فقال :«في هذه الآية مضمر، وله أشكلت، أي : ما يعبأ بعذابكم ربي لولا ما تدعونه من دونه من الشريك والولد. ويوضح ذلك قوله : فَسَوْفَ يَكُونُ لِزاماً، أي : يكون العذاب لمن كذب ودعا من دونه إلها لازما» اه.
وأشار الطبري في تفسيره : ١٩/ ٥٧ إلى قول ابن قتيبة فقال :«و قد كان بعض من لا علم له بأقوال أهل العلم يقول في تأويل ذلك : قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم ما تدعون من دونه من الآية والأنداد.
وهذا قول لا معنى للتشاغل به لخروجه عن أقوال أهل العلم من أهل التأويل»
. [.....]
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣/ ١٦٩، وقال :«مأخوذ من قولهم : قد كذب في الحرب، إذا قصّر».


الصفحة التالية
Icon