ج ٢، ص : ٦٤٣
كما يقال : ليسكن جأشك وليفرخ روعك «١».
والحكمة في تكرر هذه القصص أنّ المواعظ تكرر على الأسماع ليتقرر في الطباع. أو هو التحدي إلى الإتيان بمثله، ولو بترديد بعض هذه القصص، أو تسلية للنّبيّ وتحسيرا للكافرين حالا بعد حال.
٤١ وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً : من الجعل بمعنى «الوصف»، كقوله : جعلته رجل سوء «٢». أو ذلك في الحشر حيث يقدمون أتباعهم إلى النار.
٤٢ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ : الممقوتين، قبحه اللّه وقبّحه «٣».
قال عمّار لمن تناول عائشة : اسكت مقبوحا منبوحا «٤».

_
(١) ينظر ما سبق في تفسير البغوي : ٣/ ٤٤٥، والكشاف : ٣/ ١٧٥، والمحرر الوجيز :
١١/ ٢٩٨، وزاد المسير : ٦/ ٢١٩، وتفسير القرطبي : ١٣/ ٢٨٤.
(٢) ذكر نحوه الزمخشري في الكشاف : ٣/ ١٨٠، فقال :«معناه : ودعوناهم أئمة دعاة إلى النار، وقلنا : إنهم أئمة دعاة إلى النار كما يدعى خلفاء الحق أئمة دعاة إلى الجنة، وهو من قولك : جعله بخيلا وفاسقا إذا دعاه وقال إنه بخيل وفاسق. ويقول أهل اللغة في تفسير فسقه وبخله جعله بخيلا وفاسقا، ومنه قوله تعالى : وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً اه.
وأورد الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره : ٢٤/ ٢٥٤ عن الجبائي، من أئمة المعتزلة.
وقال الفخر الرازي :«تمسك به الأصحاب في كونه - تعالى - خالقا للخير والشر»
.
وأورد أبو حيان في البحر : ٧/ ١٢٠ نص كلام الزمخشري، وعقّب عليه بقوله :«و إنما فسر «جعلناهم» بمعنى : دعوناهم لا بمعنى صيّرناهم جريا على مذهبه من الاعتزال لأن في تصييرهم أئمة خلق ذلك لهم، وعلى مذهب المعتزلة لا يجوزون ذلك من اللّه ولا ينسبونه إليه».
(٣) إذا جعله قبيحا.
انظر تفسير البغوي : ٣/ ٤٤٧، والمفردات للراغب : ٣٩٠، وتفسير القرطبي :
١٣/ ٢٩٠.
(٤) أي : مبعدا، وانظر قول عمار رضي اللّه عنه في الفائق : ٣/ ٤٠٢، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢/ ٢١٥، والنهاية : ٤/ ٣.


الصفحة التالية
Icon