ج ٢، ص : ٦٦٧
٦ النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ : من بعضهم ببعض، أو أولى بهم فيما يراه لهم منهم بأنفسهم.
ولمّا نزلت قال - عليه السلام «١» - :«أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، فأيّما رجل توفي وترك دينا، أو ضيعة فإليّ ومن ترك مالا فلورثته».
وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ : في التحريم والتعظيم.
إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلى أَوْلِيائِكُمْ : أي : لكن فعلكم إلى أوليائكم معروفا جائز، وهو أن يوصى لمن لا يرث.
٨ لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ : اللّه كان أم للناس، أو ليسأل الأنبياء عن تبليغهم تبكيتا «٢» لمن أرسل إليهم «٣».
٩ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ : لما أجلى النبيّ - عليه السلام - يهود بني النّضير/ قدموا مكة، وحزّبوا الأحزاب، وتذكّر قريش طوائلهم «٤»، وقائدهم أبو سفيان، وقائد غطفان عيينة بن حصن، وصار المشركون واليهود يدا واحدة، وكان النبيّ صلى اللّه عليه وسلم وادع بني قريظة وهم أصحاب حصون بالمدينة،

_
(١) أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٦/ ٢٢، كتاب التفسير، باب قوله تعالى : النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ عن أبي هريرة مرفوعا واللفظ عنده :«ما من مؤمن إلا وأنا أولى به في الدنيا والآخرة، اقرءوا إن شئتم : النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ، فأيما مؤمن هلك وترك مالا فليرثه عصبته من كانوا، ومن ترك دينا أو ضياعا فليأتني فإني مولاه». [.....]
(٢) التبكيت : التقريع والتوبيخ.
الصحاح : ١/ ٢٤٤، واللسان : ٢/ ١١ (بكت).
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢١/ ١٢٦ عن مجاهد، ونقله الماوردي في تفسيره :
٣/ ٣٠٧ عن النقاش.
(٤) الطوائل : الأوتار والذحول، واحدتها طائلة، يقال :«فلان يطلب بني فلان بطائلة، أي بوتر، كأن له فيهم ثأرا...».
اللسان : ١١/ ٤١٤ (طول).


الصفحة التالية
Icon