ج ٢، ص : ٧٢٦
الكاظمون أصحاب القلوب «١».
٢٨ يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ : هذا باب من النظر يذهب فيه إلى إلزام الحجة بأيسر الأمر، وليس فيه نفي الكلّ. قال الشاعر - وهو النّابغة «٢» - :
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته وقد يكون من المستعجل الزّلل
فكان مؤمن آل فرعون - وهو حزبيل «٣» -، وكان لفرعون بمنزلة وليّ العهد قال : أقل ما يكون في صدقه : أن يصيبكم بعض الذي يعدكم، وفي بعض ذلك هلاككم.
١٩ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ : هو مسارقة النّظر «٤»، أو النظر إلى ما نهي عنه «٥»، أي : يعلم الأعين الخائنة.
٤٦ يُعْرَضُونَ : تجلد «٦» جلودهم في النّار غدوة وعشيا بهذه المقادير من ساعات الدنيا.
قال الحسن «٧» : وجميع أهل النّار تعرض أرواحهم على النّار غير

_
(١) معاني القرآن للزجاج : ٤/ ٣٦٩، وإعراب القرآن للنحاس : ٤/ ٢٩، والتبيان للعكبري : ٢/ ١١١٧.
(٢) كذا في الأصل ولم يرد اسمه في نسخة (ك)، والصحيح أنه القطامي والبيت في ديوانه : ٢ من قصيدة طويلة، وبعده :
والناس من يلق خيرا قائلون له ما يشتهي ولأم المخطئ الهبل
(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٨٥ عن الكلبي، وعزاه البغوي في تفسيره : ٤/ ٩٦ إلى ابن عباس رضي اللّه عنهما وأكثر العلماء.
وقيل في اسمه :«شمعان» بالشين المعجمة، قال السهيلي في التعريف والإعلام : ١٥١ :
«و هو أصح ما قيل فيه».
وانظر الاختلاف فيه في زاد المسير : ٧/ ٢١٧، وتفسير القرطبي : ١٥/ ٣٠٦.
(٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٣/ ٤٨٤ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما، وذكره البغوي في تفسيره : ٤/ ٩٥ دون عزو.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٤/ ٥٤ عن مجاهد، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧/ ٢٨٢ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(٦) في «ج» : تجدد.
(٧) لم أقف على تخريج هذا الأثر.


الصفحة التالية
Icon