ج ٢، ص : ٧٦٠
هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ : عمله محصى عندي، وعلى القول الآخر المراد [٩٠/ ب ] به العذاب، و«ما» في مذهب النكرة، أي : هذا شيء لديّ عتيد/ «١».
٢٤ أَلْقِيا : خطاب [لمالك ] «٢» على مذهب العرب في تثنية خطاب الواحد «٣».
أو هو «القين» بالنون الخفيفة، فأجرى الوصل فيه مجرى الوقف «٤».
٢٧ قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ : يقول شيطانه : ما أغويته «٥»، وعلى الأول يقول الكافر : إن الملك زاد عليّ فيما كتب «٦».
٢٩ ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ : ما يكتب غير الحق ولا يكذب عندي.
٣٠ هَلِ امْتَلَأْتِ : سؤال توبيخ لمن فيها «٧».
وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ : هل بقي فيّ موضع لم يملأ «٨»؟.....

_
(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٤٥.
(٢) في الأصل :«للمالك»، والمثبت في النص عن «ك» و«ج».
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣/ ٧٨، وتفسير الطبري : ٢٦/ ١٦٥، ومعاني الزجاج :
(٥/ ٤٥، ٤٦)، ومشكل إعراب القرآن لمكي : ٢/ ٦٨٤.
(٤) هذه قراءة تنسب إلى الحسن رحمه اللّه تعالى، كما في المحتسب لابن جني : ٢/ ٢٨٤، والكشاف : ٤/ ٨، وتفسير القرطبي : ١٧/ ١٦، والبحر المحيط : ٨/ ١٢٦.
وقال أبو حيان :«و هي شاذة مخالفة لنقل التواتر بالألف».
وانظر التبيان للعكبري : ٣/ ١١٧٥.
(٥) ورد نحوه في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٦/ ١٦٧ عن ابن عباس رضي اللّه عنهما.
وأخرجه - أيضا - عن مجاهد، وقتادة، والضحاك.
ونسبه ابن الجوزي في زاد المسير : ٨/ ١٧ إلى الجمهور.
(٦) ينظر تفسير البغوي : ٤/ ٢٢٤، وزاد المسير : ٨/ ١٨، وتفسير القرطبي : ١٧/ ١٧.
(٧) هذا قول الزجاج في معانيه : ٥/ ٤٧.
(٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٤٧، وجاء بعده عند الزجاج :«أي قد امتلأت».
ومعنى هذا القول أنه لا مزيد مكان في جهنم، وقيل في معنى هذه الآية أن قول جهنم هذا بمعنى الاستزادة أي : هل من شيء أزداده؟.
ورجحه الطبري في تفسيره :(٢٦/ ١٧٠، ١٧١) للحديث الذي أخرجه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال :«اختصمت الجنة والنار.. وأما النار فيلقون فيها وتقول : هل من مزيد؟
ويلقون فيها وتقول : هل من مزيد؟ حتى يضع فيها قدمه، فهناك تملأ، ويزوى بعضها إلى بعض وتقول : قط قط»
.
الحديث أخرجه الإمام البخاري : ٦/ ٤٧، كتاب التفسير، تفسير سورة «ق» عن أبي هريرة رضي اللّه عنه مرفوعا.


الصفحة التالية
Icon