ج ٢، ص : ٧٨٨
٢٩ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ في الحديث «١» :«يجيب داعيا، ويفك عانيا، ويتوب على قوم ويغفر لقوم».
وقال سويد «٢» بن جبلة - وكان من التابعين - : يعتق رقابا، ويفحم [٩٤/ ب ] عقابا/ ويعطي رغابا «٣».
٣١ سَنَفْرُغُ لَكُمْ : نقصدكم ونعمد إليكم «٤»، وهذا اللّفظ من أبلغ التهديد والوعيد نعمة من اللّه للانزجار عن المعاصي، وفي إقامة الجزاء أعظم النعمة «٥»، ولو ترك لفسدت الدنيا والآخرة، ووصف الجن والإنس ب «الثقلين» لعظم شأنهما، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما.
٣٣ لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ أي : حيث ما كنتم شاهدتم حجّة للّه وسلطانا يدل على أنّه واحد «٦».

_
(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧/ ١٣٥ عن مجاهد، وعبيد بن عمير باختلاف في بعض ألفاظه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور :(٧/ ٦٩٩، ٧٠٠)، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والبيهقي عن عبيد بن عمير.
(٢) هو سويد بن جبلة الفزاري.
يروى عن العرباض بن سارية وعمرو بن عنبسة، روى عنه لقمان بن عامر الوصابي وأبو المصبح، المقرئ ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري : ٤/ ١٤٦، والجرح والتعديل :
٤/ ٢٣٦، والثقات لابن حبان : ٤/ ٣٢٥.
(٣) نقل الماوردي هذا الأثر في تفسيره : ٤/ ١٥٣ عن سويد بن جبلة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧/ ٧٠٠، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن سويد.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٥/ ٩٩ وقال :«و الفراغ في اللّغة على ضربين، أحدهما : الفراغ من شغل، والآخر : القصد للشيء، تقول : قد فرغت مما كنت فيه، أي : قد زال شغلي به، ويقال : سأتفرغ لفلان، أي : سأجعل قصدي له».
وانظر تفسير الماوردي : ٤/ ١٥٤، وتفسير البغوي : ٤/ ٢٧٠، وتفسير القرطبي :
١٧/ ١٦٨.
(٥) في «ك» : النعم.
(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥/ ٩٩، وانظر تفسير البغوي : ٤/ ٢٧١، وتفسير القرطبي : ١٧/ ١٧٠.


الصفحة التالية
Icon