معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٣٣
و قوله : وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ (١٢١) وفى قراءة عبد اللّه «تبوّى للمؤمنين مقاعد للقتال» والعرب تفعل ذلك، فيقولون :
ردفك وردف لك. قال الفرّاء قال الكسائىّ : سمعت بعض العرب يقول : نقدت لها مائة، يريدون نقدتها مائة، لامرأة تزوّجها. وأنشدنى الكسائىّ :
أستغفر اللّه ذنبا لست محصيه ربّ العباد إليه الوجه والعمل
و الكلام باللام كما قال اللّه تبارك وتعالى : وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ «١» وفَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ «٢» وأنشدنى :
أستغفر اللّه من جدّى ومن لعبى وزرى وكلّ امرئ لا بدّ متّزر «٣»
يريد لوزرى. ووزري حين ألقيت اللام فى موضع نصب، وأنشدنى الكسائىّ :
إن أجز علقمة بن سعد سعيه لا تلقنى أجزى بسعى واحد
لأحبنى حبّ الصبىّ وضمّنى ضمّ الهدىّ «٤» إلى الكريم الماجد
و إنما قال (لأحبنى) لأنه جعل جواب إن إذ كانت جزاء كجواب لو.
وقوله : وَاللَّهُ وَلِيُّهُما (١٢٢) وفى قراءة عبد اللّه «و اللّه وليّهم» رجع بهما إلى الجمع كما قال اللّه عز وجل :
هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ «٥» وكما قال : وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا «٦».

(١) آية ٢٩ سورة يوسف.
(٢) آية ١٣٥ سورة آل عمران.
(٣) متزر من اتزر : ارتكب الوزر وهو الإثم. وقوله من جدى ومن لعبى : الأشبه : فى جدى وفى لعبى.
(٤) الهدىّ : العروس تزف الى زوجها.
(٥) آية ١٩ سورة الحج.
(٦) آية ٩ سورة الحجرات. [.....]


الصفحة التالية
Icon