معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٦٧
وَ الْجارِ ذِي الْقُرْبى بالخفض. وفى بعض (مصاحف «١» أهل الكوفة وعتق المصاحف) ذا القربى مكتوبة بالألف. فينبغى لمن قرأها على الألف أن ينصب والجار ذا القربى فيكون مثل قوله حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى يضمر «٢» فعلا يكون النصب به.
وَ الْجارِ الْجُنُبِ : الجار الذي ليس بينك وبينه قرابة وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ :
الرفيق وَابْنِ السَّبِيلِ : الضيف.
وقوله : فَساءَ قَرِيناً (٣٨) بمنزلة قولك : نعم رجلا، وبئس رجلا. وكذلك وَساءَتْ مَصِيراً «٣» وكَبُرَ مَقْتاً «٤» وبناء نعم وبئس ونحوهما أن ينصبا ما وليهما من النكرات، وأن يرفعا ما يليهما من معرفة غير موقّتة وما أضيف إلى تلك المعرفة. وما أضيف إلى نكرة كان فيه الرفع والنصب.
فإذا مضى الكلام بمذكر قد جعل خبره مؤنثا مثل : الدار منزل صدق، قلت :
نعمت منزلا، كما قال (وساءت مصيرا) «٥» وقال حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً «٦» ولو قيل :
و ساء مصيرا، وحسن مرتفقا، لكان صوابا كما تقول : بئس المنزل النار، ونعم المنزل الجنة. فالتذكير والتأنيث على هذا ويجوز : نعمت المنزل دارك، وتؤنث فعل المنزل لما كان وصفا للدار. وكذلك تقول : نعم الدار منزلك، فتذكّر فعل الدار إذ كانت وصفا للمنزل. وقال ذو الرمّة :
(٢) نحو أخص، أو أكرموا.
(٣) آية ٩٧ سورة النساء.
(٤) آية ٣ سورة الصف.
(٥) آية ٩٧ سورة النساء.
(٦) آية ٣١ سورة الكهف. [.....]