معاني القرآن، ج ١، ص : ٢٨
جواب لقوله :«ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْ ءٍ» ففى قوله :«فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ» الجزم والنصب على ما فسّرت لك، وليس فى قوله :«فَتَطْرُدَهُمْ» إلا النصب، لأنّ الفاء فيها مردودة على محلّ وهو قوله :«ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ» و«عَلَيْكَ» لا تشاكل الفعل، فإذا كان ما قبل الفاء اسما لا فعل فيه، أو محلّا مثل قوله :«عندك وعليك وخلفك»، أو كان فعلا ماضيا مثل :«قام وقعد» لم يكن فى الجواب بالفاء إلا النصب. وجاز فى قوله :
فيذرك من أخرى القطاة فتزلق لأن الذي قبل الفاء يفعل والذي بعدها يفعل، وهذا مشاكل بعضه لبعض لأنه فعل مستقبل فيصلح أن يقع على آخره ما يقع على أوّله، وعلى أوّله ما يقع على آخره لأنه فعل مستقبل «١».
وقوله : فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ... (٣٧)
ف آدَمُ مرفوع والكلمات فى موضع نصب. وقد قرأ بعض القرّاء : فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ فجعل الفعل للكلمات، والمعنى - واللّه أعلم - واحد لأن ما لقيك فقد لقينه، وما نالك فقد نلته. وفى قراءتنا :«لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ» «٢» وفى حرف عبد اللّه :«لا ينال عهدى الظّالمون».
وقوله : اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ [الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ «٣»]... (٤٠)
المعنى لا تنسوا نعمتى، لتكن منكم على ذكر، وكذلك كل ما جاء من ذكر النعمة فإن معناه - واللّه أعلم - على هذا : فاحفظوا ولا تنسوا. وفى حرف عبد اللّه :
(٢) آية ١٢٤ سورة البقرة.
(٣) زيادة فى أ.