معاني القرآن، ج ١، ص : ٣١٧
بالرفع. وإن شئت جعلتها خفضا (إن «١» شئت) على نعت الناس فى قوله «اقترب للناس حسابهم» وإن شئت كانت رفعا كما يجوز (ذهبوا قومك).
وقوله : لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ... (٧٣)
يكون مضافا. ولا يجوز التنوين فى (ثالث) فتنصب الثلاثة. وكذلك «٢» قلت : واحد من اثنين، وواحد من ثلاثة ألا ترى أنه لا يكون ثانيا لنفسه ولا ثالثا لنفسه. فلو قلت :
أنت ثالث اثنين لجاز أن تقول : أنت ثالث اثنين، بالإضافة، وبالتنوين ونصب الاثنين وكذلك لو قلت : أنت رابع ثلاثة جاز ذلك لأنه فعل واقع.
وقوله : وَما مِنْ إِلهٍ إِلَّا إِلهٌ واحِدٌ لا يكون قوله (إله واحد) إلا رفعا لأن المعنى : ليس إله إلا إله واحد، فرددت ما بعد (إلا) إلى المعنى ألا ترى أن (من) إذا فقدت من أوّل الكلام رفعت. وقد قال بعض الشعراء :
ما من حوىّ بين بدر وصاحة ولا شعبة إلا شباع نسورها «٣»
فرأيت الكسائي قد أجاز خفضه وهو بعد إلا، وأنزل (إلا) مع الجحود بمنزلة غير، وليس ذلك بشىء لأنه أنزله بمنزلة قول الشاعر :
أبنى لبينى لستم بيد إلا يد ليست لها عضد

(١) كذا فى ش، ج. ويبدو أنها مزيدة فى النسخ.
(٢) كذا فى ش، ج. وكأنه محرّف عن :«كأنك».
(٣) الحوىّ : واحد الحوايا. وهى حفائر ملتوية يملؤها المطر فيبقى فيها دهرا طويلا. والشعبة مسيل صغير. وبدر ماء مشهور بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء. وصاحة : هضاب حمر فى بلاد باهلة بقرب عقيق المدينة.


الصفحة التالية
Icon