معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٣٢
ما لا يعرف جوابه إلا بظهوره أظهرته كقولك للرجل : إن تقم تضب خيرا، لا بدّ فى هذا من جواب لأن معناه لا يعرف إذا طرح.
وقوله : وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ... (٣٨)
(الطائر) مخفوض. ورفعه «١» جائز (كما «٢» تقول : ما عندى من) رجل ولا امرأة، وامرأة من رفع قال : ما عندى من رجل ولا عندى امرأة. وكذلك قوله :
وَ ما «٣» يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ ثم قال وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ، وَلا أَكْبَرَ، وَلا أَكْبَرَ إذا نصبت (أصغر) فهو فى نيّة خفض، ومن رفع ردّه على المعنى.
وأمّا قوله وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ فإنّ الطائر لا يطير إلا بجناحيه. وهو فى الكلام بمنزلة قوله (له «٤» تسع وتسعون نعجة [ولى نعجة] أنثى)، وكقولك للرجل :
كلّمته بفىّ، ومشيت إليه على رجلىّ، إبلاغا فى الكلام.
يقال : إنّ كل صنف من البهائم أمّة، والعرب تقول صنف [وصنف «٥»].
ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ حشرها : موتها، ثم تحشر مع الناس فيقال لها :
كونى ترابا. وعند ذلك يتمنّى الكافر أنه كان ترابا مثلها.

(١) وبه قرأ الحسن وعبد اللّه بن أبى إسحاق.
(٢) سقط ما بين القوسين فى ج، وثبت فى ش.
(٣) آية ٦١ سورة يونس، وآية ٣ سورة سبأ، والقراءة بالوجهين فى الآية الأولى. فقرأ حمزة ويعقوب وخلف بالرفع، والباقون بالفتح. فأما فى آية سبأ فقد اتفق على الرفع إلا فى رواية عن المطوعى كما فى الإتحاف.
(٤) آية ٢٣ سورة ص. وهذه قراءة ابن مسعود كما فى البديع.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.


الصفحة التالية
Icon