معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٤٣
و قوله : وَما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (٩١) ما عظّموه حقّ تعظيمه. وقوله تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ يقول : كيف قلتم : لم ينزل اللّه على بشر من شىء وقد أنزلت التوراة على موسى تَجْعَلُونَهُ قَراطِيسَ والقرطاس «١» فى هذا الموضع صحيفة. وكذلك قوله : وَلَوْ «٢» نَزَّلْنا عَلَيْكَ كِتاباً فِي قِرْطاسٍ يعنى : فى صحيفة.
تُبْدُونَها وَتُخْفُونَ كَثِيراً يقول : تبدون ما تحبون، وتكتمون صفة محمد صلى اللّه عليه وسلم.
وقوله : قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم أن يقول قُلِ اللَّهُ أي : أنزله اللّه عليكم. وإن شئت قلت : قل (هو) اللّه.
وقد يكون قوله قُلِ اللَّهُ جوابا لقوله : مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى، قُلِ اللَّهُ أنزله. وإنما اخترت رفع اللَّهَ بغير الجواب لأن اللّه تبارك وتعالى الذي أمر محمدا صلى اللّه عليه وسلم أن يسألهم : مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ وليست بمسألة منهم فيجابوا، ولكنه جاز لأنه استفهام، والاستفهام يكون له جواب.
وقوله : ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ لو كانت جزما لكان صوابا كما قال ذَرْهُمْ «٣» يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا.
(٢) آية ٧ سورة الأنعام.
(٣) آية ٣ سورة الحجر.