معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٥١
ذلك. وقد يكون (قبلا) : من قبل وجوههم كما تقول : أتيتك قبلا ولم آتك دبرا. وقد يكون القبيل «١» جميعا للقبيلة كأنك قلت : أو تأتينا باللّه والملائكة قبيلة قبيلة وجماعة جماعة. ولو قرئت «٢» قبلا على معنى : معاينة كان صوابا، كما تقول :
أنا لقيته قبلا.
وقوله : وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ (١١٢) نصبت العدوّ والشياطين بقوله : جعلنا.
وقوله : يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ فإن إبليس - فيما ذكر - جعل فرقة من شياطينه مع الإنس، وفرقة مع الجنّ، فإذا التقى شيطان «٣» الإنسىّ وشيطان الجنىّ «٤» قال : أضللت صاحبى بكذا وكذا، فأضلل به صاحبك، ويقول «٥» له (شيطان «٦» الجنىّ) مثل ذلك. فهذا وحي بعضهم إلى بعض. قال الفرّاء : حدّثنى بذلك حيان عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عباس.
وقوله : وَلِيَقْتَرِفُوا ما هُمْ مُقْتَرِفُونَ (١١٣) الاقتراف : الكسب تقول العرب : خرج فلان يقترف «٧» أهله.
وقوله : مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (١١٤) من الشاكّين أنهم يعلمون أنه منزل من ربك.

(١) كذا فى ج. وفى ش :«القبيلة».
(٢) هى قراءة نافع وابن عامر وأبى جعفر.
(٣) كذا فى ج. وفى ش :«شياطين».
(٤) كذا فى ج. وفى ش :«الجن».
(٥) فى ش، ج :«تقول». [.....]
(٦) كذا فى ج. وفى ش :«شياطين الجن».
(٧) فى الأساس :«يقترف لعياله». وفى اللسان :«يقترف لعياله». وكأن الحرف سقط هنا توسعا، والأصل : لأهله، وإلا فالاقتراف يتعدى إلى المال.


الصفحة التالية
Icon