معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٦٣
إلا أبوك، ومن نصب أضمر الاسم المجهول فنصب لأن المجهول معرفة فلذلك نصبت. ومن قال : إذا كان غدوة فأتنا لم يجز له أن يقول : إذا غدوة كان فأتنا، كذلك الاسم المجهول لا يتقدمه منصوبه. وإذا قرنت بالنكرة فى كان صفة فقلت :
إن كان بينهم شرّ فلا تقربهم، رفعت. وإن بدأت بالشر وأخرت الصفة كان الوجه الرفع فقلت : إن كان شر بينهم فلا تقربهم، ويجوز النصب. قال وأنشدنى بعضهم :
فعينىّ هلّا تبكيان عفاقا إذا كان طعنا بينهم وعناقا «١»
فإذا أفردت النكرة بكان اعتدل النصب والرفع. وإذا أفردت المعرفة بكان كان الوجه النصب يقولون : لو كان إلا ظله لخاب ظله. فهذه على ما وصفت لك.
وقوله : وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُما (١٤٦) حرّم عليهم الثّرب «٢»، وشحوم الكلى.
ثم قال : إِلَّا ما حَمَلَتْ ظُهُورُهُما و(ما) فى موضع نصب بالفعل بالاستثناء.
و(الحوايا) فى موضع رفع، تردّها على الظهور : إلا ما حملت ظهورهما أو حملت الحوايا، وهى المباعر «٣» وبنات «٤» اللبن. والنصب على أن تريد (أو شحوم الحوايا) فتحذف الشحوم وتكتفى بالحوايا كما قال : وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ، يريد : واسأل أهل القرية.
وقوله : أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ وهى الألية. و(ما) فى موضع نصب.

(١) انظر ص ١٨٦ من هذا الجزء.
(٢) هو الشحم الرقيق الذي يكون على الكرش.
(٣) واحدها مبعر ومبعر بفتح الميم وكسرها. وهو حيث يجتمع البعر من الأمعاء.
(٤) بنات اللبن : ما صغر من الأمعاء. وانظر اللسان (هو).


الصفحة التالية
Icon