معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٦٤
و قوله : قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً (١٥١) إن شئت جعلت (لا تشركوا) نهيا أدخلت عليه (أن). وإن شئت جعلته خبرا و(تشركوا) فى موضع نصب كقولك : أمرتك ألّا تذهب (نصب) إلى زيد، وأن لا تذهب (جزم) وإن شئت جعلت ما نسقته على (ألّا تشركوا به) بعضه جزما ونصبا بعضه كما قال : قُلْ «١» إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ، فنصب أوله ونهى عن آخره كما قال الشاعر :
حجّ وأوصى بسليمى الأعبدا ألّا ترى ولا تكلم أحدا
و لا تمشّ بفضاء بعدا فنوى الخبر فى أوّله ونهى فى آخره. قال : والجزم فى هذه الآية أحبّ إلىّ لقوله :
وَ أَوْفُوا الْكَيْلَ
. فجعلت أوّله نهيا لقوله : وَأَوْفُوا الْكَيْلَ
وقوله : وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً (١٥٣) تكسر «٢» إنّ إذا نويت الاستئناف، وتفتحها من وقوع (أتل) عليها. وإن شئت جعلتها خفضا، تريد ذلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ وأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ.
وقوله : وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ يعنى اليهودية والنصرانية. يقول : لا تتبعوها فتضلوا.
(٢) وهى قراءة حمزة والكسائي وخلف.