معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٨٢
و قوله : فَأَنْزَلْنا بِهِ الْماءَ فَأَخْرَجْنا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى جواب «١» لأنزلنا فأخرجنا به. يقال : إن الناس يموتون وجميع الخلق فى النفخة الأولى. وبينها وبين الآخرة أربعون سنة. ويبعث اللّه المطر فيمطر أربعين يوما كمنىّ الرجال، فينبتون فى قبورهم كما ينبتون فى بطون أمّهاتهم. فذلك قوله :
كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى كما أخرجنا الثمار من الأرض الميتة.
وقوله : وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً (٥٨) قراءة «٢» العامة وقرأ بعض «٣» أهل المدينة : نكدا يريد : لا يخرج إلا فى نكد.
والنكد والنكد مثل الدنف والدنف. قال : وما أبعد أن يكون فيها نكد، ولم أسمعها، ولكنى سمعت حذر وحذر وأشر وأشر وعجل وعجل.
وقوله : ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ (٥٩) تجعل «٤» (غير) نعتا للإله. وقد يرفع : يجعل تابعا للتاويل فى إله ألا ترى أن الإله لو نزعت منه (من) كان رفعا. وقد قرى بالوجهين جميعا.
وبعض بنى أسد وقضاعة إذا كانت (غير) فى معنى (إلا) نصبوها، تمّ الكلام قبلها أو لم يتم. فيقولون : ما جاءنى غيرك، وما أتانى أحد غيرك. قال :
و أنشدنى المفضّل :

(١) يريد قوله تعالى : كذلك نخرج الموتى، جعله جوابا لإنزال الماء فى الأرض المجدبة وترتب النبات وحياة الأرض عليه. كأنه يقول : إن كان من أمرنا أن ننزل الماء فنحيى به الأرض الجدبة فكذلك أمرنا أن نخرج الموتى ونحييهم إذ الأمران متساويان.
(٢) يريد : بكسر الكاف.
(٣) هو أبو جعفر.
(٤) هذا على كسر «غير» وهى قراءة الكسائي وأبى جعفر. [.....]


الصفحة التالية
Icon