معاني القرآن، ج ١، ص : ٣٨٣
لم يمنع الشرب منها غير ان هتفت حمامة من سحوق ذات أوقال «١»
فهذا نصب وله الفعل والكلام ناقص. وقال الآخر :
لا عيب فيها غير شهلة عينها كذاك عتاق الطير شهلا عيونها «٢»
فهذا نصب والكلام تامّ قبله.
وقوله : أَوَ عَجِبْتُمْ (٦٣) هذه واو نسق أدخلت عليه ألف الاستفهام كما تدخلها على الفاء، فتقول :
أفعجبتم، وليست بأو، ولو أريد بها أو لسكّنت الواو.
وقوله : أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ يقال فى التفسير : مع رجل.
وهو فى الكلام كقولك : جاءنا الخير على وجهك، وهدينا الخير على لسانك، ومع وجهك، يجوزان جميعا.
وقوله : قالَ الْمَلَأُ (٦٦) هم الرجال لا يكون فيهم امرأة. وكذلك القوم، والنفر والرّهط.
وقوله : وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً (٦٥) وقوله : وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً (٧٣) منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كان صوابا كما قال : فَبَشَّرْناها «٣» بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ وقال أيضا : فَأَخْرَجْنا «٤» بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها
وقوله : من سحوق، كذا فى ش، ج، يريد أن سماعها الحمامة من قبل الشجرة وجهتها. والمعروف : فى غصون.
(٢) الشهلة فى العين أن يشوب سوادها زرقة. وقوله : شهلا فى اللسان (شهل) :«شهل».
(٣) آية ٧١ سورة هود وقد قرأ «يعقوب» بالنصب وحفص وابن عامر وحمزة، وقرأ الباقون بالرفع
(٤) آية ٢٧ سورة فاطر.