معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٠٥
و قوله : إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا (١٢) كان الملك يأتى الرجل من أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلم فيقول : سمعت «١» هؤلاء القوم - يعنى أبا سفيان وأصحابه - يقولون : واللّه لئن حملوا علينا لننكشفنّ، فيحدّث المسلمون بعضهم بعضا بذلك فتقوى أنفسهم. فذلك وحيه إلى الملائكة.
وقوله : فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ علّمهم مواضع الضرب فقال : اضربوا الرءوس والأيدى «٢» والأرجل.
فذلك قوله : وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ.
وقوله : ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ (١٤) خاطب المشركين.
ثم قال : وَأَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ فنصب (أنّ) من جهتين.
أما إحداهما : وذلك بأن للكافرين عذاب النار، فألقيت الباء فنصبت. والنصب الآخر أن تضمر فعلا مثل قول الشاعر :
تسمع للأحشاء منه لغطا ولليدين جسأة وبددا «٣»
أضمر (وترى لليدين) كذلك قال ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ واعلموا أَنَّ لِلْكافِرِينَ عَذابَ النَّارِ. وإن شئت جعلت (أن) فى موضع رفع تريد : ذلِكُمْ فَذُوقُوهُ وذلكم (أنّ

(١) سقط فى ش. [.....]
(٢) هذا من ضرب البنان. والبنان جمع بنانة وهى أطراف أصابع اليدين والرجلين.
(٣) اللغط : الأصوات المبهمة. والجسأة الصلابة والغلظ والخشونة. والبدد : تباعد ما بين اليدين.


الصفحة التالية
Icon