معاني القرآن، ج ١، ص : ٤١٨
الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ (٦٦) فبين اللّه قوّتهم أوّلا وآخرا. وقد قال هذا القول الكسائي ورفع (من).
و قوله : ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى (٦٧) معناه : ما كان ينبغى له يوم بدر أن يقبل فداء الأسرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ : حتى يغلب على كثير من فى الأرض. ثم نزل :
قوله : لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ (٦٨) فى فداء الأسرى والغنائم. وقد «١» قرئت (أسارى)، وكلّ صواب. وقوله أَنْ يَكُونَ بالتذكير «٢» والتأنيث كقوله يشهد «٣» عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ و(تشهد).
وقوله : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ (٧٢) ثم قال : أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ فى المواريث، كانوا يتوارثون دون قراباتهم ممن لم يهاجر.
وذلك قوله وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ يريد : من مواريثهم.
وكسر «٤» الواو فى الولاية أعجب إلىّ من فتحها لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت
(٢) قرأ أبو عمرو ويعقوب بالتأنيث، والباقون بالتذكير.
(٣) آية ٢٤ سورة النور. وقراءة حمزة والكسائي وخلف بالياء، وقراءة الباقين بالتاء.
(٤) وهو قراءة حمزة والأعمش.