معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٢٩
و قوله : وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وحنين واد بين مكة والطائف. وجرى (حنين) لأنه اسم لمذكّر. وإذا سمّيت ماء أو واديا أو جبلا باسم مذكّر لا علّة فيه أجريته.
من ذلك حنين، وبدر، وأحد، وحراء، وثبير، ودابق «١»، وواسط «٢». وإنما سمّى واسطا بالقصر الذي بناه الحجّاج بين الكوفة والبصرة. ولو أراد البلدة أو اسما مؤنّثا لقال :
واسطة. وربما جعلت العرب واسط وحنين وبدر، اسما لبلدته التي هو بها فلا يجرونه وأنشدنى بعضهم :
نصروا نبيّهم وشدّوا أزره بحنين يوم تواكل الأبطال «٣»
و قال الآخر «٤» :
ألسنا أكرم الثّقلين رجلا وأعظمه ببطن حراء نارا
فجعل حراء اسما للبلدة التي هو بها، فكان مذكرا يسمى به مؤنّث فلم يجر.
وقال آخر :
لقد ضاع قوم قلّدوك أمورهم بدابق إذ قيل العدوّ قريب
رأوا جسدا ضخما فقالوا مقاتل ولم يعلموا أن الفؤاد نخيب «٥»
و لو أردت ببدر البلدة لجاز أن تقول مررت ببدر يا هذا.
(٢) بلد بين البصرة والكوفة بناه الحجاج.
(٣) البيت لحسان بن ثابت.
(٤) هو جرير كما فى معجم البلدان. ولم نجده فى ديوانه. وقوله :«رجلا» فهو بتسكين الجيم مخفف رجل بضمها. والأقرب أن يكون : رحلا بالحاء المهملة أي منزلا. ويروى :«طرا».
(٥) «جسدا» فى معجم البلدان لياقوت :«رجلا». و«نخيب» : جبان من النخب - بسكون الخاء - وهو الجبن. [.....]