معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٣٩
و قوله : انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالًا (٤١) يقول «١» : لينفر منكم ذو العيال والميسرة، فهؤلاء الثقال. والخفاف : ذوو العسرة وقلّة العيال. ويقال : انْفِرُوا خِفافاً : نشاطا (وثقالا) وإن ثقل عليكم الخروج.
وقوله : وَلَأَوْضَعُوا خِلالَكُمْ (٤٧) الإيضاع : السير بين القوم. وكتبت»
بلام ألف وألف بعد ذلك، ولم يكتب فى القرآن لها نظير. و«٣» ذلك أنهم لا يكادون يستمرون فى الكتاب على جهة واحدة ألا ترى أنهم كتبوا فَما تُغْنِ النُّذُرُ «٤» بغير ياء، وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ «٥» بالياء، وهو من سوء هجاء الأوّلين. ولا أوضعوا مجتمع عليه فى المصاحف.
وأما قوله : أو لا أذبحنّه «٦» فقد كتبت بالألف وبغير الألف. وقد كان ينبغى للألف أن تحذف من كله لأنها لام زيدت على ألف كقوله : لأخوك خير من أبيك ألا ترى أنه لا ينبغى ان تكتب بألف بعد لام ألف. وأما قوله
(٢) هذا على ما فى أكثر المصاحف. وقد كتبت فى بعضها واحدة، وطبع المصحف على هذا الوجه. فقوله بعد :«و لأوضعوا مجتمع عليه فى المصاحف» غير المروي عن أصحاب الرسم. والإجماع على «لأ اذبجنه» فتراه انعكس عليه الأمر : وفى المقنع ٤٧ :«و قال نصير : اختلفت المصاحف فى الذي فى التوبة، واتفقت على الذي فى النمل».
(٣) قال فى الكشاف : زيدت ألف فى الكتابة لأن الفتحة كانت تكتب ألفا فى الخط العربي، والخط العربي اخترع قريبا من نزول القرآن، وقد بقي من ذلك الألف أثر فى الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفا وفتحتها ألفا أخرى، ونحوها : أو لا أذبحنه فى سورة النمل، ولا آتوها فى الأحزاب ولا رابع لها فى القرآن.
(٤) آية ٥ سورة القمر. [.....]
(٥) آية ١٠١ سورة يونس.
(٦) آية ٢١ سورة النمل.