معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٤٣
و قوله : لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً - أى حرزا - أَوْ مَغاراتٍ (٥٧) وهى الغيران واحدها غار فى الجبال أَوْ مُدَّخَلًا يريد : سربا فى الأرض.
لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ مسرعين الجمح هاهنا : الإسراع.
وقوله : وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقاتِ (٥٨) يقول : بعيبك، ويقولون : لا يقسم بالسّويّة.
فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا فلم يعيبوا.
ثم إن اللّه تبارك وتعالى بيّن لهم لمن الصدقات.
فقال : إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ (٦٠) وهم أهل صفّة «١» رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، كانوا لا عشائر لهم، كانوا يلتمسون الفضل بالنهار، ثم يأوون إلى مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فهؤلاء الفقراء.
وَ الْمَساكِينِ : الطوّافين على الأبواب وَالْعامِلِينَ عَلَيْها وهم السعاة.
وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وهم أشراف العرب، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعطيهم ليجترّبه إسلام قومهم.
وَ فِي الرِّقابِ يعنى المكاتبين وَالْغارِمِينَ : أصحاب الدّين الذين ركبهم فى غير إفساد.

(١) هى موضع مظلل من المسجد.


الصفحة التالية
Icon