معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٤٤
وَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ : الجهاد وَابْنِ السَّبِيلِ : المنقطع به، أو الضيف.
(فريضة من اللّه) نصب على القطع. والرفع فى (فريضة) جائز لو قرئ «١» به.
وهو فى الكلام بمنزلة قولك : هو لك هبة وهبة، وهو عليك صدقة وصدقة، والمال بينكما نصفين ونصفان، والمال بينكما شقّ الشعرة وشقّ....
وقوله : وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ (٦١) اجتمع قوم على عيب «٢» النبي صلى اللّه عليه وسلم فيقول رجل منهم : إن هذا يبلّغ محمدا - صلى اللّه عليه وسلم - فيقع بنا، ف يَقُولُونَ : إنما هُوَ أُذُنٌ سامعة إذا أتيناه صدّقنا، فقولوا ما شئتم. فأنزل اللّه عز وجل قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ أي كما تقولون، ولكنه لا يصدّقكم، إنما يصدّق المؤمنين.
وهو قوله : يُؤْمِنُ بِاللَّهِ : يصدق باللّه. وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ : يصدّق المؤمنين. وهو كقوله : لِلَّذِينَ «٣» هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ أي يرهبون ربهم.
وأما قوله : وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فمتصل بما قبله.
وقوله : وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا إن شئت خفضتها «٤» تتبعها لخير، وإن شئت «٥» رفعتها أتبعتها الأذن. وقد «٦» يقرأ : قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ كقوله : قل أذن أفضل لكم و(خير) إذا خفض فليس على معنى أفضل إذا خفضت (خير) فكأنك قلت : أذن صلاح لكم، وإذا قلت :(أذن خير لكم)، فإنك قلت : أذن أصلح لكم. ولا تكون الرحمة إذا رفعت (خير) إلا رفعا. ولو نصبت الرحمة على
(٢) كذا فى أ. وفى ش، ج :«غيب».
(٣) آية ١٥٤ سورة الأعراف.
(٤) والخفض قراءة حمزة.
(٥) سقط فى أ.
(٦) قرأ بهذا الحسن.