معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٤٥
غير هذا الوجه كان صوابا :(يؤمن باللّه ويؤمن للمؤمنين، ورحمة) يفعل ذلك. وهو كقوله : إِنَّا «١» زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ. وَحِفْظاً.
وقوله : وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ (٦٢) وحّد «٢» (يرضوه) ولم يقل : يرضوهما لأن المعنى - واللّه أعلم - بمنزلة قولك :
ما شاء اللّه وشئت إنما يقصد بالمشيئة قصد الثاني، وقوله :«ما شاءَ اللَّهُ» تعظيم للّه مقدّم قبل الأفاعيل كما تقول لعبدك : قد أعتقك اللّه وأعتقتك. وإن شئت أردت : يرضوهما فاكتفيت بواحد كقوله :
نحن بما عندنا وأنت بما عن دك راض والرأى مختلف
و لم يقل : راضون.
وقوله : إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً (٦٦) والطائفة واحد واثنان، وإنما نزل فى ثلاثة نفر استهزأ رجلان برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والقرآن، وضحك إليهما آخر، فنزل إِنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ يعنى الواحد الضاحك نُعَذِّبْ طائِفَةً يعنى المستهزئين. وقد جاء وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ «٣» يعنى واحدا. ويقرأ :«إن يعف عن طائفة منكم تعذّب طائفة».
و«إن يعف... يعذّب طائفة».
وقوله : وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ (٦٧) : يمسكون عن النفقة على النبي صلى اللّه عليه وسلم.

(١) آيتا ٥، ٦ من سورة الصافات.
(٢) كذا فى ش. وفى ا :«جديرأن».
(٣) آية ٢ سورة النور. [.....]


الصفحة التالية
Icon