معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٥١
وَ آخَرَ سَيِّئاً : تخلّفهم يوم تبوك عَسَى اللَّهُ عسى من اللّه واجب إن شاء اللّه. وكان هؤلاء قد أوثقوا أنفسهم بسوارى المسجد، وحلفوا ألّا يفارقوا ذلك حتى تنزل توبتهم، فلمّا نزلت قالوا : يا رسول اللّه خذ أموالنا شكرا لتوبتنا، فقال : لا أفعل حتى ينزل بذلك علىّ قرآن. فأنزل اللّه عز وجل :
قوله : خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً (١٠٣) فأخذ بعضا.
ثم قال : تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ : استغفر لهم فإن استغفارك لهم تسكن إليه قلوبهم، وتطمئن بأن قد تاب اللّه عليهم. وقد «١» قرئت (صلواتك).
والصلاة أكثر.
وقوله : وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ (١٠٦) هم ثلاثة نفر مسمّون، تخلّفوا عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فى غزوة تبوك، فلما رجع قال :(ما عذركم)؟ قالوا : لا عذر لنا إلا الخطيئة، فكانوا موقوفين حتى نزلت توبتهم فى قوله : لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ (١١٧) وقوله : وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا (١١٨) وهم كعب بن مالك، وهلال بن أميّة، ومرارة.

(١) وهى قراءة غير حفص وحمزة والكسائي وخلف.


الصفحة التالية
Icon