معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٥٢
و قوله : وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً (١٠٧) هم بنو عمرو بن عوف من الأنصار، بنوا مسجدهم ضرارا لمسجد قباء.
ومسجد قباء أول مسجد بنى على التقوى. فلمّا قدم النبي صلى اللّه عليه وسلم من غزوة تبوك أمر بإحراق مسجد الشقاق وهدمه.
ثم قال : لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً (١٠٨) يعنى مسجد بنى عمرو. ثم انقطع الكلام فقال : لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ. ثم قال : فِيهِ رِجالٌ الأولى صلة لقوله :
(تقوم) والثانية رفعت الرجال.
وقوله : أَسَّسَ (١٠٤) وأَسَّسَ «١»، ويجوز أساس، وآساس. ويخيّل إلىّ أنى قد سمعتها فى القراءة.
وقوله : لا يَزالُ بُنْيانُهُمُ (١١٠) يعنى مسجد النفاق (ريبة) يقال : شكّا (إلا أن تقطّع) و(تقطّع) «٢» معناه : إلا أن يموتوا. وقرأ الحسن (إلى أن تقطّع) بمنزلة حتّى، أي حتى تقطّع. وهى فى قراءة عبد اللّه ولو قطّعت قلوبهم حجة لمن قال إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ بضم التاء.

(١) وهى قراءة نافع وابن عامر. والأولى بالبناء للفاعل قراءة الباقين.
(٢) الجمهور على قراءة (تقطع قلوبهم) وقرأ ابن عامر وحمزة وحفص ويعقوب كذلك إلا أنهم فتحوا التاء (تقطع قلوبهم) وروى عن يعقوب وأبى عبد الرحمن (تقطع) مخفف القاف مبنيا لما لم يسم فاعله. وروى عن شبل وابن كثير (تقطع قلوبهم) أي أنت تفعل ذلك بهم (من تفسير القرطبي).


الصفحة التالية
Icon