معاني القرآن، ج ١، ص : ٤٥٣
و قوله : فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ (١١١) قراءة أصحاب عبد اللّه يقدّمون المفعول به قبل الفاعل. وقراءة العوام «١» :(فيقتلون ويقتلون).
وقوله : وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا خارج من قوله : بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ وهو كقولك :
علىّ ألف درهم عدّة صحيحة، ويجوز الرفع لو قيل.
وقوله : التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ (١١٢) استؤنفت بالرفع لتمام الآية قبلها وانقطاع الكلام، فحسن الاستئناف.
وهى فى قراءة عبد اللّه «التائبين العابدين» فى موضع خفض لأنه نعت للمؤمنين :
اشترى من المؤمنين التائبين. ويجوز أن يكون (التائبين) فى موضع نصب على المدح كما قال :
لا يبعدن قومى الذين هم سمّ العداة وآفة الجزر «٢»
النازلين بكل معترك والطيّبين معاقد الأزر
و قوله : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ (١١٥) سأل المسلمون النبىّ صلى اللّه عليه وسلم عمّن مات من المسلمين وهو يصلّى إلى القبلة الأولى، ويستحلّ الخمر قبل تحريمها، فقالوا : يا رسول اللّه أمات إخواننا ضلّالا؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ يقول : ليسوا بضلال ولم يصرفوا عن القبلة الأولى، ولم ينزل عليهم تحريم الخمر.

(١) يريد غير حمزة والكسائي وخلف أصحاب القراءة الأولى.
(٢) انظر ص ١٠٥ من هذا الجزء. وقد ضبط فيه «الجزر» و«الأزر» بضم ما قبل الروى.
والصواب تسكينها كما هنا.


الصفحة التالية
Icon