معاني القرآن، ج ١، ص : ٨٣
هى فى إحدى القراءتين. قل «صِبْغَةَ اللَّهِ» وهى الختانة، اختتن إبراهيم صلى اللّه عليه وسلم فقال : قل «صِبْغَةَ اللَّهِ» يأمر بها محمدا صلى اللّه عليه وسلم فجرت الصبغة على الختانة لصبغهم الغلمان فى الماء، ولو رفعت الصبغة والملّة كان صوابا كما تقول العرب : جدّك لا كدّك، وجدّك لا كدّك. فمن رفع أراد : هى ملّة إبراهيم، هى صبغة اللّه، هو جدّك. ومن نصب أضمر مثل الذي قلت لك من الفعل.
وقوله : وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً... (١٤٣)
يعنى عدلا «١» لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ يقال : إن كلّ نبىّ يأتى يوم القيامة فيقول : بلّغت، فتقول أمّته : لا، فيكذّبون الأنبياء، «٢» (ثم يجاء بأمّة محمد صلى اللّه عليه وسلم فيصدّقون الأنبياء ونبيّهم)، ثم يأتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلم فيصدّق أمّته، فذلك قوله تبارك وتعالى : لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً، ومنه قول اللّه :«فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ [وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً]» «٣».
وقوله : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ... (١٤٣)
أسند الإيمان إلى الأحياء من المؤمنين، والمعنى فيمن مات من المسلمين قبل أن تحوّل القبلة. فقالوا للنبى صلى اللّه عليه وسلم : كيف بصلاة إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ

(١) كذا فى أصول الكتاب بالإفراد. ووجه ذلك أن عدلا فى الأصل مصدر، فيصلح للفرد والجمع.
وفى غير هذا الكتاب :«عدولا».
(٢) سقط ما بين القوسين فى أ.
(٣) آية ٤١ من سورة النساء.


الصفحة التالية
Icon