معاني القرآن، ج ٢، ص : ١١٣
الغزل من الصوف فتبرمه ثم تأمر جارية لها بنقضه. ويقال : إنها ريطة (تَتَّخِذُونَ أَيْمانَكُمْ دَخَلًا بَيْنَكُمْ) يقول : دغلا وخديعة.
قوله (أَنْ تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبى مِنْ أُمَّةٍ) يقول : هى أكثر، ومعناه لا تغدروا بقوم لقلّتهم وكثرتكم أو قلّتكم وكثرتهم، وقد غررتموهم بالأيمان فسكنوا إليها ٩٧ ب. وموضع (أدنى) نصب. وإن شئت رفعت كما تقول : ما أظن رجلا يكون هو أفضل منك وأفضل منك، النصب على العماد «١»، والرفع على أن تجعل (هو) اسما. ومثله قول اللّه عزّ وجلّ (تَجِدُوهُ «٢» عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً) نصب، ولو كان رفعا كان صوابا.
وقوله : وَإِذا بَدَّلْنا آيَةً مَكانَ آيَةٍ [١٠١] إذا نسخنا آية فيها تشديد مكان «٣» آية ألين منها قال المشركون : إنما يتقوّله من نفسه ويتعلّمه من عائش مملوك كان لحويطب بن عبد العزّى كان قد أسلم فحسن إسلامه وكان أعجم، فقال اللّه عزّ وجلّ : لِسانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ [١٠٣] يميلون إليه ويهوونه (أَعْجَمِيٌّ) فقال اللّه : وهذا لسان محمد صلّى اللّه عليه وسلّم والقرآن عربىّ.
وقوله «٤» : فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ [٨٦] فكسرت «٥» لأنها من صلة القول.
ومن فتحها لو لم تكن فيها لام فى قوله لكاذبون جعلها تفسيرا للقول : ألقو إليهم أنكم كاذبون فيكون نصبا لو لم يكن فيها لام كما تقول : ألقيت إليك أنك كاذب. ولا يجوز إلّا الكسر عند دخول اللام، فتقول : ألقيت إليك إنّك لكاذب.
وقوله : ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا [١١٠] يقول : عذّبوا. نزلت فى عمّار

(١) هو ضمير الفصل عند البصريين
(٢) الآية ٢٠ سورة المزمل
(٣) كذا. وكأن الأصل :«بمكان» أي بوجود آية ألين منها، فسقطت الباء فى «بمكان» من الناسخ.
(٤) سبق كلام على هذه الآية
(٥) أي (إنكم)


الصفحة التالية
Icon