معاني القرآن، ج ٢، ص : ١١٨
(وَ سَوْفَ «١» يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ) وقوله (يَوْمَ «٢» يُنادِ الْمُنادِ) وقوله (فَما تُغْنِ «٣» النُّذُرُ) ولو كنّ بالياء والواو كان صوابا. وهذا من كلام العرب. قال الشاعر :
كفاك كفّ ما تليق درهما جودا وأخرى تعط بالسيف الدّما «٤»
و قال بعض الأنصار :
ليس تخفى بشارتى قدر يوم ولقد تخف شيمتى إعسارى «٥»
و قوله :(وَ يَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) يريد كدعائه بالخير فى الرغبة إلى اللّه عزّ وجل فيما لا يحبّ الداعي إجابته، كدعائه على ولده فلا يستجاب له فى الشرّ وقد دعا به. فذلك أيضا من نعم اللّه عزّ وجلّ عليه.
وقوله : فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ [١٢] حدّثنا محمد بن الجهم قال حدثنا الفراء قال حدثنى مندل بن علىّ عن داود بن أبى هند عن أبى حرب بن أبى الأسود الدّؤلي رفعه إلى علىّ بن أبى طالب رحمه اللّه قال : هو اللّطخ الذي فى القمر.
وقوله : وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ [١٣] وهو عمله، إن خيرا فخيرا وإن شرّا فشرّا (وَ نُخْرِجُ لَهُ) قرأها يحيى بن وثّاب بالنون «٦» وقرأها غيره بالياء «٧» مفتوحة :(ويخرج له) طائره، منهم مجاهدو الحسن. وقرأ أبو جعفر المدنىّ (ويخرج... له كتابا) معناه : ويخرج له عمله كتابا.
وكلّ حسن.

(١) الآية ١٤٦ سورة النساء
(٢) الآية ٤١ سورة ق. [.....]
(٣) الآية ٥ سورة القمر
(٤) تليق : تمسك. يصفه بالكرم والشجاعة. وقد ورد البيت فى اللسان (لوق) من غير عزو
(٥) «بشارتى» كذا فى ا، ش. وفى اللسان (يسر) : يسارتى» واليسارة الغنى. وهذه الرواية ظاهرة. والبشارة الجمال وحسن المظهر. يريد أنه لا تظهر عليه الكآبة نوما.
(٦) وكذا قرأها أكثر المفسرين.
(٧) هى قراءة يعقوب، وقد وافقه الحسن وابن محيصن


الصفحة التالية
Icon