معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٠
لا يجوز له أن يقول : قام بأخيك ولا قعد بأخيك إلّا أن يريد قام به غيره وقعد به.
وقوله : عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ [١٨] أي ذلك منا لمن نريد.
وقوله : كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ أوقعت عليهما نمدّ أي نمدهم جميعا أي نرزق المؤمن والكافر من عطاء ربّك.
وقوله : وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا [٢٣] كقولك : أمر ربك وهى فى قراءة عبد اللّه (وأوصى ربّك) وقال ابن عباس هى (ووصّى) التصقت واوها. والعرب تقول تركته يقضى أمور الناس أي يأمر فيها فينفذ أمره.
وقوله (وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) معناه : وأوصى بالوالدين إحسانا. والعرب تقول أوصيك به خيرا، وآمرك به خيرا. وكان معناه : آمرك أن تفعل به ثم تحذف (أن «١») فتوصل الخير بالوصيّة وبالأمر، قال الشاعر :
عجبت من دهماء إذ تشكونا ومن أبى دهماء إذ يوصينا
خيرا بها كأننا جافونا
و قوله :(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) فإنه ثنّى «٢» لأن الوالدين قد ذكر قبله فصار الفعل على عددهما، ثم قال (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) على الائتناف «٣» كقوله (ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا «٤») ثم استأنف فقال :(كَثِيرٌ مِنْهُمْ) وكذلك قوله (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا «٥» النَّجْوَى) ثم استأنف فقال :
(الَّذِينَ ظَلَمُوا) وقد قرأها ناس كثير (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ) جعلت (يَبْلُغَنَّ) فعلا لأحدهما. فكرّرت «٦» ب فكرت عليه كلاهما.
(٢) هى قراءة حمزة والكسائي وخلف.
(٣) كأن المراد أن يكون اكلام على تقدير فعل أي إن يبلغ أحدهما أو كلاهما كما جاء فى إعراب العكبري والمعروف أن (أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) بدل من الضمير فى (يَبْلُغَنَّ)، وكذا ما بعده مما جعله على الائتناف هو يدل من الضمير فى الفعل قبله عند الكثير، وعند الفراء فاعل لفعل مقدر.
(٤) الآية ٧١ سورة المائدة [.....]
(٥) الآية ٣ سورة الأنبياء
(٦) يريد : عطفت. وفى ا، ش :«فكرت»