معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٣
و قوله : خِطْأً كَبِيراً [٣١] وقرأ الحسن خطاء «١» كبيرا بالمدّ. وقرأ أبو جعفر المدنىّ (خطأ كبيرا) قصر وهمز. وكلّ صواب. وكأنّ الخطأ الإثم. وقد يكون فى معنى خطأ بالقصر.
كما قالوا : قتب «٢» وقتب، وحذر وحذر، ونجس ونجس. ومثله قراءة من قرأ (هم «٣» أولاء على أثرى) و(إثرى).
وقوله : وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً [٣٣] فى الاقتصاص أو قبول الدّية.
ثم قال :(فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ) فقرئت بالتّاء «٤» والياء. فمن قال بالياء ذهب إلى الولىّ أي لا يقتلنّ غير قاتله. يقول فلا يسرف لولىّ فى القتل. قال : حدّثنا القراء قال وحدّثنى غير واحد، منهم مندل وجرير وقيس عن مغيرة عن إبراهيم عن أبى معمر عن حذيفة بن اليمان أنه قرا (فلا تسرف) بالتاء.
وفى قراءة أبىّ (فلا يسرفوا فى القتل).
وقوله (إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً) يقال : إن وليّه كان منصورا. ويقال الهاء للدم. إن دم المقتول كان منصورا لأنه ظلم. وقد تكون الهاء للمقتول نفسه، وتكون للقتل لأنه فعل فيجرى مجرى الدم واللّه أعلم بصواب ذلك.
وقوله : حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ [٣٤] حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال وحدثنى حبّان بن علىّ عن الكلبىّ عن أبى صالح عن ابن عبّاس قال : الأشدّ. ما بين ثمانى عشرة إلى ثلاثين.
وقوله : وَلا تَقْفُ [٣٦] أكثر القراء يجعلونها من قفوت، فتحرّك الفاء إلى الواو، فتقول (وَ لا تَقْفُ) وبعضهم قال (ولا تقف «٥») والعرب تقول قفت أثره وقفوته. ومثله يعتام ويعتمى «٦»
(٢) القتب والقتب : إكاف البعير.
(٣) الآية ٨٤ سورة طه.
(٤) القراءة بالتاء لحمزة والكسائي وخلف، وبالياء لغيرهم.
(٥) فى البحر نسبتها إلى معاذ القارئ.
(٦) أي يختار.