معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٤
وقاع الجمل الناقة وقعا إذا ركبها، وعاث وعثى من الفساد. وهو كثير، منه شاك السلاح وشاكى السلاح، وجرف هار وهار. وسمعت بعض قضاعة يقول : اجتحى ماله واللغة الفاشية اجتاح ماله.
وقد قال الشاعر :
و لو أنى رأيتك من بعيد لعاقك من دعاء النيّب عاقى
يريد : عائق
حسبت بغام راحلتى عناقا وما هى ويب غيرك بالعناق «١»
و قوله : كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً [٣٨] وقرأ بعض «٢» أهل الحجاز (كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً).
وقوله : تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ [٤٤].
أكثر القراء على التاء. وهى فى قراءة عبد اللّه (سبّحت له السموات السبع) فهذا يقوّى الذين قرءوا بالتاء. ولو قرئت «٣» بالياء لكان صوابا كما قرءوا (تَكادُ «٤» السَّماواتُ) و(يكاد) «٥» وإنما حسنت الياء لأنه عدد قليل، وإذا قلّ العدد من المؤنّث والمذكر كانت الياء فيه أحسن من التاء قال اللّه عزّ وجلّ فى المؤنّث القليل (وَ قالَ نِسْوَةٌ «٦» فِي الْمَدِينَةِ)، وقال فى المذكّر (فَإِذَا «٧» انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ) فجاء بالتذكير. وذلك أن أوّل فعل المؤنث إذا قلّ يكون بالياء، فيقال :
النسوة يقمن ١٠٠ ب. فإذا تقدّم الفعل سقطت النون من آخره لأن الاسم ظاهر فثبت الفعل من أوّله على

(١) انظر ص ٦٢ من الجزء الأول.
(٢) القراءة الأولى لابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وخلف وافقهم الحسن والأعمش والقراءة الآخرة للباقين.
(٣) هى قراءة نافع وابن كثير وابن عامر وأبى بكر وأبى جعفر ورويس كما فى الإتحاف.
(٤) الآية ٩٠ سورة مريم.
(٥) هى قراءة نافع والكسائي.
(٦) الآية ٣٠ سورة يوسف.
(٧) الآية ٥ سورة التوبة.


الصفحة التالية
Icon