معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٥
الياء، ومن أنّث ذهب إلى أن الجمع يقع عليه (هذه) فأنّث لتأنيث (هذه) والمذكر فيه كالمؤنّث ألا ترى أنك تقول : هذه الرجال، وهذه النساء. حدّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدثنى قيس بن الربيع عن عمّار الدهنىّ عن سعيد بن جبير قال : كل تسبيح فى القرآن فهو صلاة، وكلّ سلطان حجّة، هذا لقوله (وَ إِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ).
وقوله : عِظاماً وَرُفاتاً : الرّفات : التراب لا واحد له، بمنزلة الدّقاق والحطام.
وقوله : أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ [٥١] قالوا للنبىّ صلى اللّه عليه وسلم : أرأيت لو كنّا الموت من يميتنا؟ فأنزل اللّه عز وجل (أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) يعنى الموت نفسه أي لبعث اللّه عليكم من يميتكم.
وقوله (فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُؤُسَهُمْ) يقال أنغض رأسه أي حرّكه إلى فوق وإلى أسفل.
وأرانا ذلك أبو زكريا «١» فقال برأسه، فألصقه بحلقه ثم رفعه كأنه ينظر إلى السّقف. والرأس ينغض وينغض. والثنيّة إذا تحركت : قيل نغضت سنّه. وإنما يسمى الظليم نغضا لأنه إذا عجّل مشيه ارتفع وانخفض.
وقوله :(وَ يَقُولُونَ مَتى هُوَ) يعنى البعث.
وقوله : وَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا [٥٤] يقول : حافظا وربّا.
وقوله : زَبُوراً [٥٥] قال الفراء وحدثنى أبو بكر قال كان عاصم يقرأ (زَبُوراً) بالفتح فى كلّ القرآن. وقرأ حمزة بالضمّ.
وقوله : أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ [٥٧] يعنى الجنّ الذين كانت خزاعة تعبدهم. فقال اللّه عز وجل (أُولئِكَ) يعنى الجنّ الذين (يدعونهم) يبتغون إلى اللّه. ف (يَدْعُونَ) فعل للذين يعبدونهم. و(يَبْتَغُونَ) فعل للجنّ به «٢» ارتفعوا.
(٢) يريد أن الضمير فى (يبتغون) ارتفع بالفعل.