معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٧
و قوله : لَأَحْتَنِكَنَّ ١٠١ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا [٦٢] يقول : لأستولينّ عليهم (إِلَّا قَلِيلًا) يعنى المعصومين.
وقوله : وَاسْتَفْزِزْ [٦٤] يقول استخفّ (بِصَوْتِكَ) بدعائك (وَ أَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ) يعنى خيل المشركين ورجالهم.
وقوله (وَ شارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) كلّ مال خالطه حرام فهو شركه. وقوله (وَ عِدْهُمْ) أي قل لهم : لا جنّة ولا نار. ثم قال اللّه تبارك وتعالى (وَ ما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً).
وقوله : لا تَجِدُوا لَكُمْ عَلَيْنا بِهِ تَبِيعاً [٦٩] يقال : ثائرا وطالبا. فتبيع فى معنى تابع.
وقوله : يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ [٧١] قراءة العوامّ بالنون. و(يدعوا «١») أيضا للّه تبارك وتعالى. حدّثنا محمد قال حدّثنا الفراء قال : وسألنى هشيم فقال : هل يجوز (يوم يدعوا كلّ أناس) رووه عن الحسن فأخبرته أنى لا أعرفه، فقال : قد سألت أهل العربيّة عن ذلك فلم يعرفوه «٢».
وقوله : وَمَنْ كانَ فِي هذِهِ أَعْمى [٧٢] يعنى : فى نعم الدنيا التي اقتصصناها عليكم (فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ) فى نعم الآخرة (أَعْمى وَأَضَلُّ سَبِيلًا).
والعرب إذا قالوا : هو أفعل منك قالوه فى كل فاعل وفعيل، وما لا يزاد فى فعله شىء على ثلاثة أحرف. فإذا كان على فعللت مثل زخرفت، أو أفعلت مثل احمررت واصفررت لم يقولوا : هو أفعل منك إلا أن يقولوا : هو أشدّ حمرة منك، وأشدّ زخرفة منك. وإنما جاز فى العمى لأنه لم يرد به عمى العين، إنما أراد به - واللّه أعلم - عمى القلب. فيقال : فلان أعمى من فلان فى القلب
(٢) فى الكشاف أن هذا جاء على قلب الألف واوا فى لغة من يقول : أفعو فى أفعى.