معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٢٩
الشام. فإن كنت نبيّا فاخرج إليه، فإن اللّه سينصرك. قال : فعسكر النبي صلّى اللّه عليه وسلّم على أميال من المدينة فأنزل اللّه :(وَ إِنْ كادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ) ليستخفونك وإذا لا يلبثون من الأرض (خِلافَكَ إِلَّا قَلِيلًا) يقول : إنك لو خرجت ولم يؤمنوا لنزل بهم العذاب.
وقوله : سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنا قَبْلَكَ [٧٧] نصب السنّة على العذاب المضمر، أي يعذّبون كسنّة من قد أرسلنا (وَ لا تَجِدُ لِسُنَّتِنا تَحْوِيلًا).
وقوله : أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ [٧٨].
جاء عن ابن عباس قال : هو زيغوغتها وزوالها للظهر. قال أبو زكريّا : ورأيت العرب تذهب بالدلوك إلى غياب الشمس أنشدنى بعضهم :
هذا مقام قدمى رباح ذبّب حتى دلكت براح
يعنى الساقي ذبّب : طرد الناس. براح يقول : حتى قال «١» بالراحة على العين فينظر هل غابت قال : هكذا فسّروه.
وقوله (إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ) : أوّل ظلمته للمغرب والعشاء.
وقوله (وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ) أي وأقم قرآن الفجر (إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً) يعنى صلاة الفجر تشهدها ملائكة الليل وملائكة النهار.
وقوله : نافِلَةً لَكَ [٧٩] ليست لأحد نافلة إلا للنبى صلّى اللّه عليه وسلم، لأنه ليس من أحد إلّا يخاف على نفسه، والنبىّ صلّى اللّه عليه وسلّم قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فعمله نافلة.
وقوله : وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ [٨٠] قال له فى المنصرف لمّا رجع من معسكره إلى المدينة حين أراد الشام (وَ أَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) إلى مكة.
وانظر اللسان (برح)