معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٣
يريد صاحبى فإنما يستثقل الضمّ والكسر لأن لمخرجيهما مؤونة على اللسان والشفتين تنطمّ «١» الرفعة بهما فيثقل الضمّة ويمال أحد الشّدقين إلى الكسرة فترى ذلك ثقيلا. والفتحة تخرج من خرق الفم بلا كلفة.
وقوله : وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ
[٣٠].
يقول : من يمنعنى من اللّه. وكذلك كلّ «٢» ما كان فى القرآن منه فالنصر على جهة المنع.
وقوله : فَعَلَيَّ إِجْرامِي [٣٥].
يقول : فعليّ إثمى. وجاء فى التفسير فعليّ آثامي، فلو قرئت : أجرامى على التفسير كان صوابا.
وأنشدنى أبو الجراح :
لا تجعلونى كذوى الأجرام الدّهمسيّين ذوى ضرغام «٣»
فجمع الجرم أجراما. ومثل ذلك (وَ اللَّهُ «٤» يَعْلَمُ إِسْرارَهُمْ) و(أسرارهم) وقد قرئ بهما «٥». ومنه (وَ مِنَ «٦» اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبارَ السُّجُودِ) و(أدبار السّجود) فمن قال :(إدبار) أراد المصدر. ومن قال (أسرار) أراد جمع السّر.
وقوله :(فَلا تَبْتَئِسْ بِما كانُوا يَفْعَلُونَ) [٣٦] يقول :(لا تستكن ولا تحزن).
وقوله :(بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا) [٣٧] كقوله (ارْجِعُونِ «٧») يخرج على الجمع ومعناه واحد على ما فسّرت لك من قوله (بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ) لنوح وحده، و(عَلى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِمْ).

(١) ش :«و ضم».
(٢) سقط فى ا.
(٣) «الدهمسيين» نسبة إلى الدهمسة وهى السرار أي الذين يتسترون لخبثهم. وضرغام علم. يريد آل هذا الرجل.
(٤) الآية ٢٦ سورة محمد.
(٥) قرأ بكسر الهمزة حفص وحمزة والكسائي وخلف. وقرأ الباقون بفتحها.
(٦) الآية ٤٠ سورة ق. قرأ نافع وابن كثير وحمزة وأبو جعفر وخلف بكسر الهمزة، والباقون بفتحها.
(٧) الآية ٩٩ سورة المؤمنين.


الصفحة التالية
Icon