معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٣٤
و قوله :(كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ) نصبها أصحاب عبد اللّه، ورفعها الحسن وبعض «١» أهل المدينة. فمن نصب أضمر فى (كَبُرَتْ) : كبرت تلك الكلمة كلمة. ومن رفع لم يضمر شيئا كما تقول : عظم قولك وكبر كلامك.
وقوله فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ [٦] أي مخرج نفسك قاتل نفسك.
وقوله :(إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا) تكسرها «٢» إذا لم يكونوا آمنوا على نيّة الجزاء، وتفتحها إذا أردت أنها قد مضت مثل قوله فى موضع آخر :(أَ فَنَضْرِبُ «٣» عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً أَنْ كُنْتُمْ) و(أن كنتم).
ومثله قول الشاعر :
أ تجزع أن بان الخليط المودّع وجبل الصّفا من عزّة المتقطع
و قوله : صَعِيداً [٨] الصعيد التراب. والجرز : أن تكون الأرض لا نبات فيها. يقال :
جرزت الأرض وهى مجروزة. وجرزها الجراد أو الشاء أو الإبل فأكلن ما عليها.
وقوله : أَمْ حَسِبْتَ [٩] يخاطب محمدا صلّى اللّه عليه وسلم (أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ) الكهف :
الجبل «٤» الذي أووا إليه. والرقيم : لوح رصاص كتبت فيه أنسابهم ودينهم وممّ هربوا.
وقوله : هَيِّئْ [١٠] كتبت الهمزة بالألف (وهيّأ) بهجائه. وأكثر ما يكتب الهمز على ما قبله. فإن كان ما قبله مفتوحا كتبت بالألف. وإن كان مضموما كتب بالواو، وإن كان مكسورا كتبت بالياء. وربما كتبتها العرب بالألف فى كل حال لأن أصلها ألف. قالوا نراها إذا ابتدئت

(١) وقد نسبت هذه القراءة إلى ابن محيصن
(٢) الكسر قراءة العامة
(٣) الآية ٥ سورة الزخرف والكسر قراءة نافع وحمزة والكسائي وأبى جعفر وخلف، وافقهم الحسن والأعمش، والباقون بالفتح
(٤) فى الطبري :«الكهف كهف الجبل» وهى أولى. فالكهف هو المغارة فى الجبل [.....]


الصفحة التالية
Icon