معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٥٣
و ما كان من ميم زائدة أدخلتها على فعل رباعى قد زيد على ثلاثيّه شىء من الزيادات فالميم منه فى الفاعل والمفعول به والمصدر مضمومة. من ذلك قولك رجل مستضرب (ومستضرب «١») ومستطعم ومستطعم.
يكون المستطعم - بالفتح - مصدرا ورجلا وكذلك المضارب هو الفاعل والمضارب - بالفتح - مصدر ورجل. وكلّ الزيادات على هذا لا ينكسر، ولا يختلف فيه فى لغات ولا غيرها إلا أن من العرب - وهم قليل - من يقول فى المتكبّر : متكبّر كأنهم بنوه عل يتكبّر. وهو من لغة الأنصار.
وليس مما يبنى عليه. قال الفراء : وحدّثت أن بعض العرب يكسر الميم فى هذا النوع إذا أدغم فيقول هم المطّوّعة والمسّمع المستمع. وهم من الأنصار. وهى من المرفوض. وقالت العرب : موهب فجعلوه اسما موضوعا على غير بناء، وموكل «٢» اسما موضوعا. ومنه موحد لأنهم لم يريدوا مصدر وحد، إنما جعل اسما فى معنى واحد مثل مثنى وثلاث ورباع. وأما قولهم : مزيد ومزود فهما أيضا اسمان مختلفان على غير بناء الفعل ولك فى الاختلاف أن تفتح ما سبيله الكسر إذا أشبه بعض المثل، وتضمّ المفتوح أو تكسره إذا وجّهته «٣» إلى مثال من أسمائهم كما قيل معفور للدى يسقط على الثمام وميمه زائدة فشبه «٤» بفعلول، وكما قالت العرب (فى المصير وهو «٥» من صرت مصران للجميع) ومسيل الماء وهو مفعل : مسلان للجميع فشبّهوا مفعلا بفعيل ألا ترى أنهم قالوا سؤته مسائية وإنما هى مساءة على مفعلة فزيدت عليها الياء من آخرها كما تزاد على فعالة نحو كراهة وكراهية وطبانة «٦» وطبانية.
وقوله : وَإِذْ قالَ مُوسى لِفَتاهُ لا أَبْرَحُ [٦٠] يريد : لا أزال حتى أبلغ، لم يرد : لا أبرح مكانى.
وقوله (فَلَنْ أَبْرَحَ «٧» الْأَرْضَ حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) غير معنى أزال، هذه إقامة. وقوله (لَنْ نَبْرَحَ «٨» عَلَيْهِ عاكِفِينَ)

(١) سقط فى ا.
(٢) هو اسم حصن أو جبل.
(٣) ا :«واجهته».
(٤) ا :«فيشبه».
(٥) فى ش :«مصير وهو من صرت فجمعوه مصران».
(٦) الطبانة والطبانية «الفطنة» وفى هامش ا :«رجل طبن أي فطين».
(٧) الآية ٨٠ سورة يوسف.
(٨) الآية ٩١ سورة طه.


الصفحة التالية
Icon