معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٥٤
: لن نزال عليه عاكفين. ومثلها ما فتئت وما فتأت - لغة - ولا أفتأ أذكرك.
وقوله (تَاللَّهِ «١» تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ) معناه : لا تزال تذكر يوسف. ولا يكون تزال وأفتأ وأبرح إذا كانت فى معناهما إلّا بجحد ظاهر أو مضمر. فأما الظاهر فقد تراه فى القرآن (وَ لا يَزالُونَ «٢» مُخْتَلِفِينَ) (وَ لا يَزالُ «٣» الَّذِينَ كَفَرُوا) (فَما زالَتْ تِلْكَ «٤» دَعْواهُمْ) وكذلك (لا أَبْرَحُ) والمضمر فيه الجحد قول اللّه (تَفْتَؤُا) ومعناه : لا تفتأ. لا تزال تذكر يوسف : ومثله قول الشاعر :
فلا وأبى دهماء زالت عزيزة على قومها ما فتّل الزّند قادح»
و كذلك قول امرئ القيس :
فقلت يمين اللّه أبرح قاعدا ولو قطعوا رأسى لديك وأوصالى
قوله :(أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) الحقب فى لغة قيس : سنة. وجاء التفسير أنه ثمانون سنة. وأمّا قوله :
مجمع البحرين فبحر فارس والروم. وإنما سمّى فتى موسى لأنه كان لازما له يأخذ عنه العلم. وهو يوشع بن نون.
وقوله :(نَسِيا حُوتَهُما [٦١] وإنما نسيه يوشع فأضافه إليهما، كما قال (يَخْرُجُ «٦» مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ) وإنما يخرج من الملح دون العذب. وقوله (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً) كان مالحا فلمّا حيى بالماء «٧» الذي أصابه من العين فوقع فى البحر جمد طريقه فى البحر فكان كالسرب.
وقول : واتّخذ سبيله.
يقول : اتخذ موسى سبيل الحوت (فِي الْبَحْرِ عَجَباً).
(٢) الآية ١١٨ سورة هود.
(٣) الآية ٣١ سورة الرعد، والآية ٥٥ سورة الحج.
(٤) الآية ١٥ سورة الأنبياء. [.....]
(٥) آخر هذا البيت فى ا عن بيت امرئ القيس. وسبق البيتان فى سورة يوسف.
(٦) الآية ٢٢٠ سورة الرحمن.
(٧) ش :«فى الماء».