معاني القرآن، ج ٢، ص : ١٥٦
الجدار أن ينقضّ؟ وذلك «١» من كلام العرب أن يقولوا : الجدار يريد أن يسقط. ومثله قول اللّه (وَ لَمَّا سَكَتَ «٢» عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ) والغضب لا يسكت (إنما يسكت «٣» صاحبه) وإنما معناه :
سكن، وقوله :(فَإِذا «٤» عَزَمَ الْأَمْرُ) [و] إنما يعزم الأمر أهله وقد قال الشاعر :
إن دهرا يلفّ شملى بجمل لزمان يهمّ بالإحسان «٥»
١٠٧ ب وقال الآخر :
شكا إلى جملى طول السّرى صبرا جميلا فكلانا مبتلى «٦».
و الجمل لم يشك، إنما تكلّم به على أنه لو نطق لقال ذلك. وكذلك قول عنترة.
فازورّ من وقع القنا بلبانه وشكا إلىّ بعبرة وتحمحم «٧»
و قد ذكرت (ينقاض) للجدار والانقياض : الشقّ فى طول الجدار «٨» وفى طىّ البئر وفى سنّ الرّجل يقال : انقاضت سنّه إذا انشقّت طولا. فقال موسى لو شئت [لم تقمه حتّى يقرونا فهو الأجر. وقرأ «٩» مجاهد] (لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً) وأنشدنى القنانىّ.
تخذها سرّيّة تقعّده «١٠»
و أصلها اتّخذ : افتعل.
وقوله : هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [٧٨].
[ولو نصبت الثانية كان صوابا، يتوهم أنه كان (فراق ما بينى «١١» وبينك)].
(٢) الآية ١٥٤ سورة الأعراف.
(٣) سقط ما بين القوسين فى ا.
(٤) الآية ٢١ سورة محمد.
(٥) يعزى إلى حسان. [.....]
(٦) سبق هذا البيت فى سورة يوسف.
(٧) هذا البيت من معلقته. وهو فى الحديث عن فرسه فى حومة الحرب. والازورار : الميل. والقنا : الرماح.
واللبان : الصدر، والتحمحم : صوت مقطع ليس بالصهيل.
(٨) ا :«الحائط».
(٩) هى قراءة ابن كثير وأبى عمرو ويعقوب وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن :
(١٠) تقعده : تخدمه. والسرية : الأمة تتخذ للفراش وبعد لها بيت.
(١١) ا :«بينى وبينك فراق بغير نون».